يدرس بعض المؤرخين العلاقات التجارية والحضارية المبكرة بين مصر وجنوب العراق القديم، مدعومين بأدلة أثرية مثل الأواني الفخارية من عصر جمدة نصر المكتشفة في مستجدة والبداري بمصر، وأختام أسطوانية من الوركاء وجمدة نصر في جرزة ونجع الدير. لكن استخدام المصريين لهذه الأختام يختلف عن نظيرتها العراقية، حيث حملت نقوشاً بأسماء موظفين وملوك، بينما حملت الأختام العراقية رسوماً فقط، كما اختلف نوع المادة المصنوعة منها. كما يُلاحظ تشابه فني، مثل نقوش يد سكين في جبل العركي التي تُشبه نقوشاً عراقية، ونقوش لوحة الملك تعرمر. مع ذلك، كان التأثير العراقي مؤقتاً ومحدوداً في مصر، على عكس استمراريته في العراق. يعتقد بعض العلماء أن مصر اقتبست الهيروغليفية المبكرة من العراق قبل ظهور التأثيرات السومرية، لكن تطورها انعكس خصائص البيئة المصرية. أما طرق وصول هذه التأثيرات، فتتعدد الاحتمالات: طريق البحر الأحمر عبر وديان مثل الحمامات والطميلات، أو موانئ مثل السويس والقصير، أو عبر سوريا والهلال الخصيب، أو مناطق تجارة البخور في جنوب الجزيرة العربية أو الشاطئ الصومالي. ويحتاج الأمر إلى المزيد من الدراسة الأثرية لسواحل الجزيرة العربية لتحديد المسار بدقة.