لم يكن أحد يتوقع أن الحرب ستقع في ذلك اليوم الربيعي الجميل، أقفل ابو كريم محله التجاري في سوق القرية واستقل سيارة الباص الصغيرة التي يستخدمها في عمله ومضى مسرعا الى بيته. بدأ ابو كريم وعائلته يجمعون ما يحتاجونه من اشياء البيت ليضعوه في سيارة الباص. بعد استعداد الجميع وركوبهم سيارة الباص هربت الدجاجة الرقطاء ولم يستطع أحد الامساك بها واختفت فتركوها وذهبوا بعيدا عن القرية. مضت الحرب ما يكثر عن سنه وفي خلال تلك المده التي كانت فيها الدجاجة الرقطاء وحيدة كانت تواجه العديد من المخاطر والصعاب لتبقي على قيد الحياة، فكانت الدجاجة الرقطاء لا تشعر بالأمان في ديارها منذ أن اشتعلت الحرب. وفي يوم من أيام الشتاء القاسي حاول صيادان أن يصطادوها لكن بعد أن لاحظوا انها تعاني ذهبوا بها الى مكان دافئ ووضعوا لها طعاما يكفيها وقتا طويل ولم يعودوا مرة أخرى. بعد مدة انتهت الحرب وعاد جميع أهل القريه منهم عائلة كريم. استغرب أبو كريم من شكلها وعندما حاول هو وعائلته الاقتراب منها كانت تخاف وتهرب وتزال تشعر بعد الأمن ولكن مع الوقت عادت على ما كانت عليه سابقا ، فكانت تشعر بدفء وأمان وسلام لم تشعر به منذ أيام الحرب.