ص ص ٢٦ -٣٨( معنى التعلم الذاتي من أكثر من منظور، من هذا التعدد في الرؤية إلى مفهوم شامل يحتوي وجهات النظر المختلفة فيما يلي : «��w�öI��« „uK�� w�«c�« rKF ∫ قد يفهم التعلم الذاتي على أنه السلوك الاستقلالي للفرد، بناء على وجهة النظر هذه، توحيد التعلم الذاتي بالاستقلال الذاتي وفقا لمنطق معين: فالإنسان في عملية النشاط يغير من نفسه على نحو مستقل، لكن السلوك القائم على الاستقلال الذاتي ليس بالضرورة أن يكون موجها دائما نحو التعلم الذاتي، ولا يتأتى التغير الشخصي المنشود بتأثير الطاقات الاستقلالية التي يبذلها الفرد في هذا الصدد. فالنشاط المتنوع الذي يقوم به الفرد ويحمل وجهات متباينة، ينعكس على شخصيته دون ما ارتباط بما إذا كان الفرد ينزع إلى تعليم نفسه أم لا. ليس كل سلوك يرتبط بالتعلم الذاتي، يؤدي حتما إلى تنمية الشخصية وارتقائها. «��wK�«œ ÀUF��U� w�«c�« rKF ∫ قد ينظر إلى التعلم الذاتي على أنه العمل الواعي المنظم المقصود الذي يقوم به الفرد بهدف تغييره من نفسه: تحسين بعض خصاله أو مهاراته الشخصية أو تكوين خصال أو مهارات جديدة، ضرورية لقيامه بنشاط فعال مثمر في حاضره ومستقبله. لكن هذا الفهم للتعلم الذاتي لا يضع في الاعتبار بدرجة كافية التأثيرات المتعددة الهائلة التي w�«c�« rKF��« UMLC��Ë U�uNH� ≠ على الفرد موضوع التعلم وما يكونه من اتجاهات نحو نفسه. يبدو التعلم الذاتي كما لو كان مجرد انبعاث ذاتي داخلي فحسب. يقرر "بافلوف": ". أن الفرد يمكنه أن يتغير إلى الأحسن، إذا توافرت في حياته فحسب الظروف الملائمة لإحداث هذا التغير . ويعضد هذا التغير ما يتصف به نشاطنا العصبي الراقي من مرونة وقابلية للتشكل والتكوين وما ينتظم فيه من إمكانات كامنة هائلة" )188 . فالتغير والنمو من الداخل انعكاس للمتغيرات والاستثارات التي تأتي من الخارج: فاستدخال الفرد لعوامل الاستثارة الخارجية هو الذي يحرك فيه هذا التغير ويوجهه إلى مسار النماء والارتقاء. وتتضح فيه قيمة التعلم الفعال الذي يجعل التعلم الذاتي أسلوب حياة يعتاده المتعلم ويحفزه إلى السعي الدائب إلى أن يعلم نفسه وأن يرتقي بنفسه. «��w�dF� ◊UAM� w�«c�« rKF ∫ قد يشيع فهم التعلم الذاتي، في ضوء اكتساب المعلومات وتوسيع وإثراء الحصيلة المعرفية للفرد، وما يبذله من جهد مقصود في هذا السبيل. يكون التعلم الذاتي بذلك نشاطا معرفيا: فالتعلم الذاتي هو ما يكتسبه الفرد بنفسه من معلومات خارج المؤسسات التعليمية عن طريق العمل الاستقلالي. ويتمثل الوسيط الأساسي للتعلم الذاتي في الدراسة الاستقلالية لما في مجالات العلم والفن والأدب والسياسة وغير ذلك. وتكون مصادر التعلم الذاتي هي الكتب والصحف والمجلات والإذاعة والتليفزيون والمكتبات والمعارض والمتاحف والسينما والمسرح، ومخالطة أشخاص على درجة طيبة من التعليم، واللجوء إلى الثقاة في ميدان من المعرفة والخبرة، وحضور محاضرات وندوات ومؤتمرات ولقاءات، أوسع من مجرد استيعاب أفكار وآراء ومفاهيم ورموز، وأشمل من مجرد الجانب المعرفي، وأعمق من مجرد التكوين المعرفي في بنية الشخصية. ولعل هذا الفهم للتعلم يرتبط بتصورات نظريات التعلم التي ركزت على جانب أو آخر من تنظيم "يتبدى النقد الأكبر الذي يمكن أن يوجه إلى نظرية التعلم المعاصرة في أنها، باجتزائها للتعلم الإنساني وبتركيزها على جوانب معنية من التعلم، قد أغفلت جوانب هامة على حد سواء، أو أنها قد أنشأت نظاما من الأجزاء يجعل من الصعب تضمين النظرية عناصر أخرى أكثر حسما وأهمية عن الشخصية الإنسانية". ١٩٧٧( يؤكد العلماء في ميدان علم النفس المعرفي أنه على الرغم من أن كل ظاهرة نفسية ظاهرة معرفية، فإن المدخل المعرفي لتفسير الظاهرات النفسية لا يعطي إلا تأويلا وإيضاحا من وجهة نظر خاصة. لذا ينبغي أن يتكامل مع هذا المدخل منظور آخر، فلا نضع في الاعتبار فحسب المدخلات الحسية ومعالجة المعلومات ونشاط التفكير والمعنى والذاكرة، indd 10 18/9/06 1:39:17 PM w�«c�« rKF��« UMLC��Ë U�uNH� ≠ p( لهذا لن تكون هناك نظرية ذات قيمة للعمليات العقلية - المعرفية ≈U���ô« w� XF{Ë «–≈ ô— «�w�UL��ô« q�UH��«Ë WOB�A�«Ë WOF�«b. فدراسة النشاط المعرفي ليست إلا شريحة واحدة ولا تستطيع أن تقف بمفردها )304 .