وهذا لاشك فقد شرح الله صدره للإسلام فهر على نور من ربه، ولكن يقف منهوتا من الإدارة الفرنسية والمعمرين الأجلاف الذين امتلأت بهم البلاد، دون أن يحركوا ساكنا ويحدثوا خللا واضطرابا أو عرقلة بخلاف مواقفهم المشهورة عندما يحل رئيس جمعية العلماء في مدينة من المدن أو قرية من القرى، ولكنهم في عين تموشنت) وكأنه لا وجود لهم. ونزل الأستاذ ورفاقه في ضيافة بوساحة، ثم انصرف الى تلمسان مودعا بحفاوة وإكرام. لقد حاولت أن أجد تفسيرا لما حدث، فغلب على ظني أن ولذلك تركوا له مطلق التصرف يفعل ما يشاء. فالمستعمرون غير أذكياء فقد تنطلي عليهم مثل هذه الحيل واتفاق بوشيحة مع الإدارة - ان صدق الظن - ما هو إلا حيلة ابتكرها ليكرم هذا العالم الجليل، متقلبا على عقبيه، وقد اشتهر عنه أنه كان يمنع إقامة (الزردات) التي يدعو إليها الطرقيون،