او اي رجال أعمال في انكلترا ، سيقول هذا بكل أخلاص لأنه يؤمن بما يقول . ففي الحس الحقيقي صحيح من وجه معين ، وحدث على سبيل المثال لفالك احد ابطال كونراد الذي رأى نفسه فوق سفينة مهجورة ، وكان هو وزميل له من بين البحارة يحوزون على سلاح حربي وليس هناك ما يأكلانه سوى الرجال الآخرين ، والذي صوره كونراد ليس ما يعنيه رجل الأعمال عندما يتكلم عن ( الصراع في سبيل الحياة ) فهذا تعبير غير دقيق التقطه واستخدمه لاعطاء الجلال لبعض الاشياء الذاتية التافهة . وكل شخص يعرف ان رجل الاعمال الذي خربت اعماله أحسن حالاً من حيث الرفاهية المادية ، وهكذا فان الذي يعنيه الناس من الصراع في سبيل الحياة انما في الواقع الصراع في سبيل النجاح . بل عدم تمكنهم من التفوق على جيرانهم. بل ان الذي يبقيهم على عجلة التعذيب انهم لم لاحظوا ان العجلة لا ترفعهم الى مستوى اعلى . مع تعلم انك اذا سألتهم لاي هدف عام يشتغلون في عملهم ، فسيضيعون الجواب متى فرغت جعبتهم من الأقوال المعادة التي في واقع اعلان الحياة عملية . اذا تأملنا حياة مثل هذا الشخص وافترضنا أن عنده بيتا فاخرا وزوجة جميلة وأولادا جذابين ، ويسرع لى بيته حيث يتولى القيام بمهام تصريف أعمال مؤسسته ، وينتحل أسلوبا مرنا لكلام ، ولما يصل الى البيت بعد الظهر يكون التعب حد ناله ، ان حياة هذا الرجل العملية لها فس سيكولوجية سباق الماية ياردة ، وخلال المساء تراهما منهمكين في الواجبات الاجتماعية التي تحول دون المحادثات الحميمة . وان كان له عدد من الاصدقاء يفتعل معهم انسا ولطفا يتمنى لو شعر بهما حقا . ولا دراية له بوقت الربيع والحصاد الا بمقدار تأثيرهما في السوق . فان كان لا بد من اسعاد رجل الاعمال الاميركي ، بعد أن أفلحن في اقناع المتواضعين على انه حان الوقت ليحظى بعطلة ويتيح لبناته فرصة مشاهدة العالم القديم . وتحيط به الأم والبنات وهن في غاية النشوة ، ويسترعين انتباهه الى كل جديد الاموال ، نرى كل اميركي في الغالب يحصل على 8% من الاستثمار الجزافي المليء بالمخاطرة ، ولذا يشعر الانسان منهم عندما تكون السوق مهتزة بمثل ما يشعر به الفتى اثناء الامتحان بيد انه ليس من المحتمل ان تنقص حياة من لم يشعروا قط بالفقر المدقع ، وهؤلاء على أي حال قلة ولكل قاعدة استثناء . ان جذور المتاعب تصدر من الاهتمام المتزايد للتسابق على النجاح التنافسي باعتباره مصدر رئيسي للسعادة ، كما اني لا انكر ان المال كفيل لدرجة كبيرة في زيادة سعادة الفرد ، ولكني لا اعتقد انه اذا ما تجاوز هذا الحد المعين لا يكون عاملا على زيادة سعادته . وربما هذه الحلقات ليست اكثر نفوذا او اكثرها حظوة بالاحترام . او اذا كان هذا المحامي يعرف الكثير عن القانون ، ونتيجة لهذا كله نجد ان صاحب المهنة الحرة في اميركا يقلد رجال الاعمال ، ولذا فاننا نجد ان الطبقات الميسورة في اميركا خالية من كل ما من شأنه أن يخفف ويلطف الصراع السافر الذي لا هوادة فيه في سبيل النجاح المادي . وبهذا يشعر الاولاد الاميركيون منذ سنواتهم الباكرة ان هذا هو الشيء الوحيد الذي يهتمون به ، ولذا لا يرغبون في ازعاج انفسهم بأي نوع من التربية او التعليم لأنها خالية من القيم المادية. وقد تختلف في هذه الايام مع ذوقه ، وهذا بدون شك هو الوضع تماما طالما يمثل النجاح بحد ذاته هدفا للحياة . ان طبيعة التفكير التنافسي تغزو بسهولة مناطق لا تنتمي اليها . خذ على سبيل المثال مسألة القراءة ، وفريق ثالث يطالعن خلاصته ، ولكن جميعهن يضعن هذه الكتب على موائدهن بدون ان يطالعن شيئا منها ، اسوأ من مطالعة الكتب التي اختيرت من قبل علمائهن وكهنتهن وأساتذتهن ان التركيز على المنافسة في الحياة العصرية متصل بصورة عامة بفساد مستوى المدينة تماما كما حدث في روما بعد عهد الامبراطور اوغسطين x حيث اصبح الرجال والنساء غير جديرين بالتمتع بلذة الذكاء المتفوق . وفن الحديث العام مثلا ، وجميع المسرات الناعمة الهادئة اصبحت مهجورة . وفي هذا الاحترام فيها من يصيب الظافر المنتصر دون سواه . وقد تكون العصور التطهرية xxxx Puritanism المتوالية انجبت سلالة ذات تضخم في العزيمة ، حيث أصبحت مثالا للرجل الابيض في كل مكان ، والذين ليسوا بهذا الشكل بأمكانهم اخذ راحتهم من فكرة ان الدينا صورات لن تنتصر بالنهاية حيث ضنت بعضها بعضا وورث المتفرجون الاذكياء مملكتها ! وديناصوراتنا العصرية تقتل بعضها بعضا ، ولا تنجب في المتوسط اكثر من ولدين لكل زواج يعقد . وعند هذا تدل الفلسفة العنيفة المفرطة العنف التي استمدوها من اسلافهم المتطهرين على انها غير ملائمة للدنيا . ان يعقبهم قوم أكثر منهم مرحا وحبورا . واعتبار المنافسة شيئًا رئيسيا في الحياة هو حكم قاس وصارم جدا وأمي يعتمد الى حد ما على قوة العضلات والعزيمة . وهما تشدان لذات في مثل عنف وصعوبة العمل الشاق ) منذ ان اصبح الاسترخاء غير ممكن ) . ولا يتسمم العمل فقط من فلسفة التنافس بل تتسمم الراحة بمقدار متكافىء .