اعتاد الملك صباحاً أن يخرج يتمشى حول القصر ويمشى في ظل الأشجار ويستنشق عطر الأزهار ويستمع لصوت الماء الجارى وغناء الطير ويحمل حين يعود باقة ورد لابنته نسرين وفي يوم خرج الملك كعادته يتمشى ومعه باقة ورد حلوة دخل الملك على ابنته نسرين فرآها باكية وحزينة اندهش الملك وراح يقبلها يسألها ماذا يجعلها تبكى؟ لكن وجد ابنته تزداد بكاء قال: يا حبة عينى قولى لما تبكين؟ إن كنت فقدت شيءا أحضرت الأفضل منه وإن أحد أغضبك عاقبته وإن كنت تحسين بألم أحضرت طبيبى الخاص إليك قالت: لو أخبرتك لن تفعل شئا ؛ قال: سأتصرف في الأمر قالت نسرين: لن أهدأ يا أبت حتى يهدم هذا الكوخ وترحل تلك المرأة قال الملك: لا يا نسرين كسرت زجاج الكوخ وهى إمرأة مسكينة وسأحضر لك كرة أفضل قالت: لو أنك كنت معى يا أبت وسمعت بأذنيك لقررت على الفور أن تطردها ثم أليس الكوخ مقاما في جزء من بستان القصر؟ قال الملك: نعم يا نسرين لكن السيدة عجوز مسكينة أين ستذهب يا ابنتى؟ قالت: إلى أى مكان أخر؟ تصرف يا أبت قال الملك: سأفعل يا ابنتى كفي عن البكاء وخذى باقة ازهارى اليومية جلس الملك يفكر ماذا يفعل؟ ودخل عليه وزيره وقائد حرسه قال وزيره: يا مولاى: أعرف ماذا حدث لأميرتنا نسرين قال الملك: وما رأيك؟ قال: رأيى أن الكوخ يشوه سور البستان ومن حق أميرتنا أيضاً أن تلعب في أي مكان قال الملك: لكن المرأة مسكينة لو رحلت أين تعيش وكيف؟ قال وزيره: يمكن أن تبحث عن بيت آخر تسكن فيه ونمنحها ثمنا معقولا تعويضا عن ذاك الكوخ قال الملك: واذا رفضت؟ قال القائد: إذا رفضت يا مولاى نستخدم القوة نطردها طردا قال الملك: لا لا داعى لاستخدام القوة يمكن أن نقنعها باللين ونزيد الثمن. نحن هنا نفعل ما نؤمر به مولانا الملك أعطانا تعليمات بضم مساحة هذا الكوخ إلى البستان ونحن هنا لنعوضك بما شئت من المال كان من الممكن أن نفعل هذا بالقوة قالت: لا يمكنكم هذا وانا لن أترك كوخى قال وزير الدولة: سنهيئ لك بيتا آخر وندفع لك ما يرضيك من المال مائة مائتين. قالت: نعم القاضى يحكم بينى وبينكم قال القائد همسا لوزير الدولة: دعها تشكو للقاضى هذا في صالحنا لن ينصفها هز وزير الدولة رأسه واستحسن هذا الرأى قال: نحن نوافق أن نحتكم إلى القاضى هذا حل معقول موعدنا عند القاضى وانصرفا وأغلقت المرأة باب الكوخ وأخذت تتضرع لله: ما لى على الظلم قدرة ولست أحمل مره أموت يا رب حرة ولا أموت بحسرة الكوخ ببيتى وإنى يفديه قلبى وعينى فكيف هذا التجنى على حياتى وأمنى يا رب فوضت أمرى وكل سرى وجهرى فأنت تعلم فقرى وأنت تعلم سرى دخل وزير الدولة والقائد قصر الملك وحكيا للملك ما حدث مع المرأة قال الملك بغضب: انا اقف أمام القاضى متهما؟؛ قال وزير الدولة: يا مولاى من حق المرأة أن ترفع شكواها للقاضى وعلينا نحن الباقى سأذهب للقاضى الآن وأشرح لسيادته الأمر وأرى أن القاضى لن يحكم للمرأة فأنت الملك ومن حقك أن تنزع ممتلكات الغير بتعويض مإلى ونحن على استعداد أن ندفع تعويضا معقولا وهذا يا مولاى يدل على حسن النية قال الملك: يا مولاى هذا موضوع يخرج عن دائرة الحكم وسوف نؤكد للقاضى أنا لم نستخدم معها القوة شكت المرأة للقاضى الملك ووزير الدولة والقائد وعقدت جلسة محكمة سأل القاضى الملك فقال: أنا لا أظلمها سامنحها تعويضا معقولا يمكنها به أن تسكن في بيت آخر أفضل من هذا الكوخ التفت القاضى نحو المرأة قال: ما رأيك يا سيدتى؟ قالت: يا سيدنا القاضى لى في كوخى هذا عمرى كله ولا أدرى لماذا الآن يحتاج الملك لكوخى وأرض الله واسعة حول القصر ام أن الأمر؟ قاطعها الملك لكى لا تتحدث عن نسرين سيدتى ! دعينا نحسم هذا الأمر الآن أنا سأعوضك عن الكوخ بما شئت من المال خمسة أضعاف الثمن إذا شئت قال القاضى: حسنا ما رأيك يا سيدتى؟ قالت دون تردد :أنا لا أرضى أن أترك كوخى. اندهش جميع السادة وواصلت المرأة في صوت هادئ: أجبنى يا سيدنا القاضى ماذا تسمى من يدفع عشرة أضعاف الثمن لشئ ليس يساوى عشرة أضعاف؟ القاضى أسند ظهره ونظر إلى المرأة في إعجاب ثم اجاب: سيدتى لى في عملى هذا سنوات لم أشهد شيءا مما أشهده اليوم لقد أعجبت بحكمتك ومنطقك الآن ابقى في كوخك يا سيدتى نظر القاضى للملك وقال: فعلا يا مولاى ليس من المعقول أن تدفع عشرة أضعاف لشئ ليس يساوى عشرة أضعاف. الصفقة خاسرة يا مولاى التفت القاضى نحو المرأة قال: سيدتى كوخك من حقك ومن حقك ألا يأخذه غيرك دون رضاك قال الملك: اسمح لى يا سيدنا القاضى أن أعلن عن إعجابى بدفاع الحكمة هذا وعدالتكم أيضا، ChatGPT User اعتاد الملك صباحاً أن يخرج يتمشى حول القصر ويمشى في ظل الأشجار ويستنشق عطر الأزهار ويستمع لصوت الماء الجارى وغناء الطير ويحمل حين يعود باقة ورد لابنته نسرين وفي يوم خرج الملك كعادته يتمشى ومعه باقة ورد حلوة دخل الملك على ابنته نسرين فرآها باكية وحزينة اندهش الملك وراح يقبلها يسألها ماذا يجعلها تبكى؟ لكن وجد ابنته تزداد بكاء قال: يا حبة عينى قولى لما تبكين؟ إن كنت فقدت شيءا أحضرت الأفضل منه وإن أحد أغضبك عاقبته وإن كنت تحسين بألم أحضرت طبيبى الخاص إليك قالت: لو أخبرتك لن تفعل شئا ؛ قال القائد: الكوخ حقير وصغير يا مولاى قال الملك لا بأس لا بأس زيدوا معها الثمن حتى ترضى فالمرأة بائسة وفقيرة قال وزيره: سنفعل يا مولاى خرج وزير الملك وقائد حرسه وانطلقا نحو الكوخ ففتحت لهما المرأة سألت: ماذا تريدان؟ قال وزير الدولة: أنا وزير الملك وهذا قائد حرسه قالت: طبعا من أجل عيون أميرتكم جئتم لتعاقبونى ؛ قالت: نعم القاضى يحكم بينى وبينكم قال القائد همسا لوزير الدولة: دعها تشكو للقاضى هذا في صالحنا لن ينصفها هز وزير الدولة رأسه واستحسن هذا الرأى قال: نحن نوافق أن نحتكم إلى القاضى هذا حل معقول موعدنا عند القاضى وانصرفا وأغلقت المرأة باب الكوخ وأخذت تتضرع لله: ما لى على الظلم قدرة ولست أحمل مره أموت يا رب حرة ولا أموت بحسرة الكوخ ببيتى وإنى يفديه قلبى وعينى فكيف هذا التجنى على حياتى وأمنى يا رب فوضت أمرى وكل سرى وجهرى فأنت تعلم فقرى وأنت تعلم سرى دخل وزير الدولة والقائد قصر الملك وحكيا للملك ما حدث مع المرأة قال الملك بغضب: انا اقف أمام القاضى متهما؟؛ قال وزير الدولة: يا مولاى من حق المرأة أن ترفع شكواها للقاضى وعلينا نحن الباقى سأذهب للقاضى الآن وأشرح لسيادته الأمر وأرى أن القاضى لن يحكم للمرأة فأنت الملك ومن حقك أن تنزع ممتلكات الغير بتعويض مإلى ونحن على استعداد أن ندفع تعويضا معقولا وهذا يا مولاى يدل على حسن النية قال الملك: يا مولاى هذا موضوع يخرج عن دائرة الحكم وسوف نؤكد للقاضى أنا لم نستخدم معها القوة شكت المرأة للقاضى الملك ووزير الدولة والقائد وعقدت جلسة محكمة سأل القاضى الملك فقال: أنا لا أظلمها سامنحها تعويضا معقولا يمكنها به أن تسكن في بيت آخر أفضل من هذا الكوخ التفت القاضى نحو المرأة قال: ما رأيك يا سيدتى؟ قالت: يا سيدنا القاضى لى في كوخى هذا عمرى كله ولا أدرى لماذا الآن يحتاج الملك لكوخى وأرض الله واسعة حول القصر ام أن الأمر؟ قاطعها الملك لكى لا تتحدث عن نسرين سيدتى ! دعينا نحسم هذا الأمر الآن أنا سأعوضك عن الكوخ بما شئت من المال خمسة أضعاف الثمن إذا شئت قال القاضى: حسنا ما رأيك يا سيدتى؟ قالت دون تردد :أنا لا أرضى أن أترك كوخى. قال القاضى: مولانا يعرض خمسة أضعاف الثمن والله لو كنت مكانك لقبلت العرض قال الملك: وإذا شئت ضاعفت الثمن سبعة أضعاف عشرة أضعاف قال القاضى: ليس لديك عذر يا سيدتى مولانا يعرض عشرة أضعاف ! قالت: يا سيدنا القاضى هل لك أن تتنازل عن حقك وتفرط في بيتك أو في أرضك؟ قال القاضى: ماذا تعنين؟ قالت: من فرط في بيته أو في أرضه يفرط في كل حياته،