لحظات تكون قد مرت بسرعة لكنها تترك في القلب بصمة، وكأن الزمن توقف عندها. أحد هذه المواقف التي أثرت فيّ بشكل كبير كان موقفًا عشته قبل عدة سنوات، عندما وصلت إلى المحطة، لاحظت من بعيد طفلًا صغيرًا، كان الناس من حوله يمضون في طريقهم كأنهم لم يلاحظوا شيئًا، حاولت أن أهدئه وبدأت أسأله عن اسمه وأين أهله. أخبرني بصوت متردد أنه كان مع والدته في السوق ولكنه تاه عنها. شعرت في تلك اللحظة بحجم الخوف الذي يعيشه، تذكرت نفسي عندما كنت في مثل عمره، وشعرت كيف يكون الرعب حين نكون وحدنا في عالم كبير لا نعرف فيه أحدًا. وأتواصل مع العاملين في المحلات. كنت أشعر بثقل المسؤولية على عاتقي، بعد حوالي نصف ساعة من البحث، رأيت سيدة تركض نحونا، كانت لحظة مليئة بالمشاعر المختلطة بين الفرح والراحة والدموع. ‎هذه التجربة كانت بالنسبة لي درسًا كبيرًا؛ جعلتني أعي قيمة الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين، وكم أن تصرفًا بسيطًا كالتوقف لمساعدة طفل صغير يمكن أن يغير مجرى الأمور ويعيد البسمة إلى وجوه الآخرين.