وهذه الفتاة البريئة القلقة الجميلة. بابلية قديمة كان يغنيها. ويحرِّك رأسه طربًا. كان صوته رخيمًا جميلًا. لقد كان يغني على صوت أغنام تسرح في المرعى. أغنام يهش بعصاه عليها من آنٍ آلخر. لقد كان ومن ذا الذي يمشي في مثل هذه الطبيعة الساحرة وال يكون سعيدًا. جن في التاريخ. وهذا الراعي ذو الصوت الرخيم هو العجوز "إيشما". ستتحررين بالتأكيد " قبل أكثر من أربعة آالف عام. كانت األرض غير األرض. كل شيء كان طاهرا شديد النقاء. فتوجه إلى شجرة قريبة اعتاد أن يترك عندها طعامه. ولما وصل إلى طعامه نظر إليه بدهشة. هؤالء اللصوص الفقراء لن يتعلموا أبدًا. لو أنهم سألوه طعامًا ألعطاهم. تأبى نفوسهم مسألة الناس وترتضي سرقتهم. لكن "إيشما" قد استغرب جدًّا لما أعاد النظر إلى الطعام. إال أن الطعام موجود والحليب موجود. لكن الجُبن مأكولة منه قطعًا صغيرة جدًا. جلس "إيشما" وأكل وشرب واستراح في ظِل الشجرة. ثم قرر أن ينزل ليغتسل في البركة. خلع مالبسه كلها ونزل إلى الماء. 16 بينما "إيشما" العجوز يستحم. كان ينظر إلى متاعه من آنٍ آلخر نظرات ال وفجأة أتى سِرب من الحمام جميل المنظر وحط عند طعامه. وأخذ الحمام ينقرون الجبن نقرات صغيرة ويمألون مناقيرهم الصغيرة بالحليب في إلى المكان ذاته. خرج "إيشما" من البركة ووارتدى مالبسه البابلية القديمة. وهناك وجد شيئًا اتسعت له عيناه العجوزتان في دهشة وانبهار؛ وجد طفلة جميلة ابنة التسع سنوات لم ترَ عيناه بمثل جمالها. لكن ليس هذا ما أدهشه. ما اتسعت عيناه له انبهارًا هو أن الحمائم كانت تحيط بها وتطعمها وتسقيها من مناقيرها لبنا. ولما اقترب منها "إيشما" ضحكت له ضحكة نزلت لبراءتها دموعه الحانية. وبعقلية راعٍ بابليّ قديم كان ما يشاهده يعني شيئًا أسطوريًّا ما. حملها "إيشما" برفقٍ ورفعها إلى السماء. وكانت الحمائم تطير من حولهما بسعادة لم يجد لها تفسيرًا. عينيها الصغيرتين الجميلتين. إنها المرة األولى التي يرى فيها طفلة لديها هذه الرموش الرائعة. قرر "إيشما" أن يأخذ هذه الطفلة معه ليربيها. االسم الذي كان كان يُنطَق بالبابلية "سميراميس". "عندما يأتي المخلص العظيم. وهذه الفتاة البريئة القلقة الجميلة. * * * 17 وعندما تحتفل بابل فزِد على جمالها ألف جمال ومتِّع ناظريك. عندما تلتقي الجبال الخضراء والسهول واألنهار الصافية بالرخام التي ترقص والبشر الذين يحتفلون في أكثر لباسهم وصروحهم أناقة في عندما ترى الزعفران يغطي األرض بهذا الشكل تعرف أن هناك مولودًا جديدًا للملك "كوش" والملكة "أوداج". مولود ذكر. فهذه االحتفاالت ال تقام لو كان المولود أنثى. هاهو المولود موضوع في الهودج تحيط به الوالًدات أو المايات كما يطلقون عليهم هنا )جمع مايا(. وهم الذين سهروا على رعاية األم حتى تمت الوالدة. اقترب أكثر من الهودج وألقِ نظرة على هذا الصغير. ستسمع أثناء اقترابك الكثير من الكلمات على طراز "يالروعة هاتين العينين" أو "إنه أروع طفل رأته