ل بن هارون بن راهبون، ويكنى أبا عمرو الدستميساني من أهل نيسابور، ولد في مدينة قيسان بين واسط والبصرة، وفي رواية في دَسْتميسان كورة بين الأهواز وواسط والبصرة، وكانت البصرة إذ ذاك مدينة العلم في الدولة الإسلامية، كان سهل بن هارون متعصباً لفارسيته، وظلت مركزاً لها في بلاد الفرس منذ فتح الاسكندر. وكان أول من اتصل بهم من الرؤساء ببغداد الفضل بن سهل وزير المأمون، وبواسع اطلاعه، ومن مؤلفات اليونان مما استقدمه المأمون من بلاد الروم البيزنطيين، وينفي محمد كرد علي دعوة الشعوبية عن سهل بن هارون ويصفه بالاعتدال وأن اعتداله يمنعه إلا أن يقدر بكل عنصر خصائصه، وصار أحد أئمة البيان والحكمة في الأمة العربية، اشتهر بالعدل والحكمة». وألف رسالة في مدح البخل للفضل بن سهل، وأهداها للحسن بن سهل، قال عنه الجاحظ: «ما علمت أن أحداً جرد في البخل كتاباً إلاّ سهل بن هارون وأبا عبد الرحمن الثوري»، ومن المعاصرين يرى أحمد أمين «أن سهل بن هارون وضع رسالته المشهورة في البخل، كما اشتهر الفرس بالبخل، وروى له صاحب زهر الآداب أبياتاً تدل على شعوبيته، ويقارن بين بيته في ميسان وبيت آخر عربي».