الإنتاج النصي بين وقع العتبات و فعل القراءة: ولا تكون العودة إلى عالم الواقع، فالعتبات المحيطة بالنص تشكل نقطة التماس الأولى التي تجسر التواصل بين الكتاب و القارئ، من منظور مراهنة إستراتيجية الكتابة على حدس الجمهور الإبداعي الذي يبلور أفعالا قرائية-باختلاف أنواع القراء و أفق توقعاتهم- تؤسس "ميثاقا PACTE غير مرهون فقط بالعلامات المصاحبة للكتاب نفسه، بالإضافة إلى كونها مواقع نصية انتقالية، مما يولد نتائج متباينة على مستوى الإنتاج و التلقي. وفعل القراءة يتأسس-من منظور جمالية التلقي- على التفاعل بين بنية العمل الفني(القطب الفني) LE POLE ARTISTIQUE ، و متلقيه (القطب الجمالي). و مستوى الإبلاغ الذي ينجزه المتلقي22 باعتبار النص قاعدة للعب بين أطراف العملية التواصلية23 . بما فيها العتبات -باعتبارها إرساليات نصية- من أجل إيجاد القارئ موطئ قدم في النص لأنها توجهه، فهي (أي العتبات) خطاب على الهامش لأنه يوجه فعل القراءة25، إلى خصوصيات كل إنتاج نصي، وما تؤديه كل عتبة فيه من وظيفة على مستوى اقتصاد النص، بالإضافة إلى مقاصدها الجمالية و البلاغية التي تعمد إلى تحقيقها ،