لقد أصبح ينظر إلى المكتبة في العصر الحديث على أنها مرفق أساسي ومهم لا يمكن الاستغناء عنه في المجتمع المعاصر، التربوي والتعليمي والاجتماعي للمجتمع. فهي فضلا عن كونها مركزا لتجميع التراث الفكري ومختلف أوعية المعلومات وتنظيمها وتيسير استخدامها لمختلف الأغراض التعليمية والتربوية والثقافية والاجتماعية. كل ذلك بفضل التطور التكنولوجي الذي أوجد كل الوسائل الالكترونية والتقنيات التي من خلالها تتم كل هذه العمليات بيسر وسهولة. فمكتبات المطالعة العمومية بالجزائر أصبحت من أهم المؤسسات الثقافية التي تتولى المساهمة في تنمية المجتمع وتثقيفه، ولا تنحصر النشاطات التي تقوم بها داخل مبانيها فقط وإنما تتعدى إلى توسيع دائرة نشاطاتها لتشمل جميع مناحي الحياة ومجالاتها، مما يساعد على تفاعل المجتمع مع المكتبة وإيجاد شعور ارتباطي بينهم يؤدي في نهاية المطاف إلى جعل المكتبة مركز تعليمية، ثقافية معرفية وبالتالي يتطور المجتمع ويزدهر. هذا التراث الفكري الثمين الذي شكل جزءا هاما من هويتنا الثقافية، إلا أن هذه المكتبات تواجهها العديد من التحديات، أو عند الأسر المالكة لها. حيث يمكن للمكتبات اليوم تقديم مجموعة من المساهمات للحفاظ على التراث الفكري والمخطوطات، فهي اليوم وكغيرها من المؤسسات التي تعنى بمجال المعرفة والتراث الفكري، يمكنها أن تكون في الأدوار الأولى لحماية وحفظ هذا الأخير وفق الإمكانات التي تمتاز بها وتخولها بأن تكون في الصفوف الأولى، سواء على المستوى التقني أو على مستوى الكادر البشري. تأتي هذه الدراسة للبحث في دور مكتبات المطالعة العمومية في الحفاظ على التراث الفكري والمخطوطات وعن أبرز التحديات التي تواجهه على أرض الواقع، حيث تعنى دراستنا بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولايات باتنة وملحقة سريانة.