تنتقد الواقعية النظرية الليبرالية في استمرار وجود القيود على تفاعل الدول في الأنساق الدولية الفوضوية، وأن فرص التعاون بين الدول ضئيلة2. في حين كان للنظام الليبرالي الرأسمالي إنجازات ملموسة، لقد عانت عملية بناء نظام ليبرالي من بعض الانتكاسات، والنجاح أعقبه انهيار بطيء، بمعنى أنه يصلح في بعض المجالات فيما يخفق في بعض المجالات الأخرى.3. مثلت أحادية الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر تحدياً للتعددية الليبرالية لقد مثلت السياسات الأحادية لجورج بوش الابن تهديداً لليبرالية العالمية وللقيم الليبرالية والنظام الليبرالي الذي ينادي بالتعددية في حل المشكلات السياسية الدولية.4. يرى البعض أن أركان النظرية الليبرالية قد تهتز إذا ما كانت القوة مركزة في غير يد الولايات المتحدة، فالصين استطاعت الاستفادة من النظام الليبرالي العالمي، لأن الأخير يصب في مصلحة الدول الصاعدة. وسبب ذلك أن النظام الليبرالي يتسم بالدوام والاستمرارية بغض النظر عن التراجع النسبي لقوة الولايات المتحدة لأن هذا النظام سهل وبسيط ويحقق المنفعة.5. واجه النظام الليبراي الدولي أزمة بوصول دوذالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة ويرى البعض أن لأول مرة منذ 1930 ، انتخبت الولايات المتحدة رئيساً معادياً لليبرالية الدولية ولكل قيمها المتمثلة في التحالف والقانون الدولي والتعددية وقضايا البيئة وحقوق الإنسان، وسبب ذلك قول ترامب: إنه إذا تصرف وفقاً لذلك كله فإنه سينهي بذلك دور الولايات المتحدة كقائدة للنظامالليبرالي العالمي.6. قرار بريطانيا بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يمثل نهاية مشروع طويل الأمد لبناء اتحاد أوروبي قوي. أضف إلى ذلك حالة عدم التأكد التي نجدها في أوروبا اليوم والتي لها دلالات عالمية كبرى، تنعكس على ثبات واستقرار أركان النظام اللييرالي العالمي.7. صعود بعض النظم ذات الاتجاهات الشعبوية والقومية وتزايد الخوف من الآخر الأمر الذي أثر على السياسات التي تتخذها هذه الدول - مثل المجر وبولندا والفليبين وتركيا - الأمر الذي ينذر بتراجع القيم الليبرالية.8. يرى البعض أن أزمة النظام الليبرالي هي أزمة شرعية وأهداف اجتماعية، فالجيل الأول من فترة ما بعد الحرب حرصوا على أن يكونوا "داخل" النظام في إطار سياسي واقتصادي في ظل تمتعهم بالخصوصية والحماية، وبذلك بنت الولايات المتحدة وحلفاؤها فكرة النظام على اعتباره مجتمع أمني له مصالح وقيم مشتركة، وبنهاية الحرب الباردة وظهور النظام الليبرالي العالمي والعولمة، تغير هذا الشعور بالمجتمع الأمني، لقد فقد النظام الليبرالي هويته كمجتمع أمني غربي، فالعالم الديمقراطي اليوم أقل أنجلو أمريكية، فالحكومات الوطنية قد أصبحت عاجزة عن تقديم تفسيرات مقنعة لسياساتها، لأنها أصبحت مسخرة لخدمة قطاعات اقتصادية واجتماعية وسياسية معينة دون غيرها، بل وفقدت الحكومات السيطرة على أنشطة الشركات الاقتصادية والتجارية الكبرى.