لعل شاعراً عربياً لم يحظ بالاهتمام وبالعناية كما حظى به عنترة على مر المصور مما حدا بالجاحظ إلى نسبة ذلك إلى الحظ (1) ولا بدع في ذلك لأن أبناء البادية هم أقوم عوداً . وتتميز في حياة ذلك الناس مرحلتان : الأولى عاشها عبداً من عبيد القبيلة ، وكانت وظيفته الأساسية رعى الإبل والخدمة . فقد ذاق عنترة في صباه مرارة الحرمان وقسوة العبودية ، ومع ذلك فقد كانت فترة تكوين في حياته، كما علمته الصبر فكانت فترة بناء لجسمه وعقله ولنفسه والفروسيته ، وظل بعيداً عن حياة القبيلة وصراعاتها يرقب ما يجرى حوله دون أن يتدخل لأن مركزه الاجتماعي لم يكن يتح له أكثر من ذلك ،