تشكل القيم والممارسات الخاصة باستدامة البيئة والحفاظ على الحياة الفطرية والتنوع البيولوجي، ليس له حاضر» منهجه في الحفاظ على استدامة التراث من منطلق أنه يمثل قاعدة أساسية للانطلاق نحو مستقبل مستدام مبني على قواعد اقتصادية وثقافية واجتماعية قوية تربط بين الماضي والحاضر، وقدم المغفور له الشيخ زايد جهوداً كبيرةً في حفظ التنوع البيولوجي وتعزيز موارد البيئة عبر العمل على استدامة الكائنات الحية المرتبطة بالرياضات التراثية، إذ أثمرت جهوده، ويبرز محور «إرث الوالد المؤسس» ضمن حملة «استدامة وطنية» التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، نهج وإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتهدف الحملة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وصولاً لمجتمع واعٍ بيئياً، وهو ما يتوافق مع رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وتشكل استضافة دولة الإمارات «COP28»، فرصة عالمية يطلع فيها العالم على مبادرات دولة الإمارات في حماية الطبيعة والبصمات الكبيرة في هذا المجال، حيث اتخذت دولة الإمارات من تلك المقولة مرجعاً ومنهاجاً، تهدف إلى تحقيق التنوع البيولوجي، محور أساسي ويعود اهتمام المغفور له الشيخ زايد منذ مرحلة مبكرة من عمر الدولة بالتراث الإماراتي، إلى إيمانه بأنه محور أساسي من محاور عملية التنمية الشاملة والمستدامة، وأحد أهم ركائز قوتها الناعمة على الصعيد الدولي. وانطلق المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في اهتمامه بترسيخ استدامة التراث من إيمانه بأهمية التكامل بين ركائز التنمية المستدامة الثلاث، وكذلك في ترسيخ السلام والأمن الدوليين بوصفهما مطلبين أساسيين للتنمية المستدامة. معلم تراثي وقد كان لارتباط الشيخ زايد، اهتم الوالد المؤسس بالإبل اهتماماً كبيراً، وأضحت سباقات الهجن حدثاً تراثياً وثقافياً مهماً في دولة الإمارات، ويعكس اهتمام المغفور له الشيخ زايد بالإبل رؤيته في العمل على الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي، لذلك ركزت جهوده على تطوير سلالات الهجن العربية الأصيلة، بإنشاء مختبر علمي متطور مزود بأحدث التقنيات والوسائل العلمية في الهندسة الوراثية في مدينة العين، نصير الطبيعة وتواصلت جهود المغفور له الشيخ زايد في المحافظة على الطبيعة وحماية أنواع الحياة الفطرية، بما يستهدف حماية التنوع البيولوجي، والمحافظة على الأنواع المهمة في التراث الإنساني، وكان المغفور له الشيخ زايد مصدر إلهام ورعاية لمبادرات عديدة آتت أكلها، وساهمت بقدر كبير من العطاء على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية. والمحافظة على الطبيعية في مدينة أبوظبي في عام 1976. في عام 1995 عمل المغفور له الشيخ زايد على التحول من استخدام الصقور البرية إلى الصقور المتكاثرة في الأسر، وبحلول عام 2002 أصبح الإمارات البلد العربي الأول الذي يعتمد على استخدام الصقور التي يتم إكثارها في الأسر في رياضة الصيد بالصقور. وللوالد المؤسس جهود رائدة في عالم الصقارة، إلا أن المغفور له الشيخ زايد استشرف الحاجة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على التراث العريق للصقارة، إضافة إلى تصنيفها ضمن أهم الرياضات التي تعمل على الحفاظ على البيئة. أنشأ المغفور له الشيخ زايد مستشفى الصقور بالخزنة خارج مدينة أبوظبي، ثم تم فيما بعد إنشاء مستشفى أبوظبي للصقور في عام 1999، مُنح مستشفى أبوظبي للصقور العديد من الجوائز الدولية من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية على برنامجه السياحي الفريد. رسالة الماضي وشملت اهتمامات المغفور له الشيخ زايد أركان التراث كافة، وكان المغفور له الشيخ زايد قد أنشأ إسطبل أشعب للخيول العربية الأصيلة عام 1969، إلى جانب إسطبلات أخرى تم تجهيزها بأحدث المقاييس العالمية. الخيول العربيةفي عام 1980، دشن المغفور له برنامجاً لتربية الخيول العربية الأصيلة، موائل طبيعية أدت جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى اتساع رقعة غابات «القرم»، حيث توجد بدولة الإمارات نحو 60 ميلون شجرة تمتد على مساحة 183 كيلومتراً مربعاً. أطلق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، برامج تشجير واسعة لزراعة أشجار القرم في شواطئ دولة الإمارات. وقد أدت جهود زايد إلى اتساع رقعة غابات هذه الشجرة، وتوفر غابات القرم في الإمارات موائل طبيعية ومصادر تغذية وتكاثر آمنة للعديد من أنواع الأسماك والكائنات البحرية، مشروعات طموحة وبفضل وعي الشيخ زايد البيئي، سبقت دولة الإمارات الكثير من دول العالم في تنفيذ عدد من المشروعات الطموحة في إنشاء المحميات الطبيعية، وذلك قبل أن تُطرح الاستدامة والحماية البيئية كعناصر أساسية لأي برنامج تنموي على مستوى العالم. تحظى دولة الإمارات بمواقع بيئية فريدة تشمل مجموعة من المحميات الطبيعية الغنية بتنوعها البيولوجي وتكويناتها الجيولوجية المذهلة، بما في ذلك زوارها من داخل الدولة. وتمتد المحميات الطبيعية في الإمارات على مساحة تزيد على 15. 5 في المائة من إجمالي مساحة الدولة، تقدير عالمي ونالت جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لحماية البيئة تقديراً عالمياً كبيراً، حيث منحته منظمات عالمية جوائز تقديرية، والجائزة التقديرية والميدالية الذهبية لمنظمة الزراعة والأغذية العالمية (الفاو) في عام 1995، وشهادة الباندا الذهبية من الصندوق العالمي لصون للطبيعة في عام 1997، وغيرها من الشهادات والجوائز الأخرى. وقد نال المغفور له الشيخ زايد جميع هذه الأوسمة، تقديراً لجهوده وإنجازاته التاريخية التي ستترك بصمات خالدة لأجيال عديدة قادمة. وذلك اعترافاً وتقديراً للجهود التي بذلها في سبيل حماية البيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإسهاماته التي حظيت بالإشادة على نطاق واسع في مجالات الزراعة والتشجير والحفاظ على التنوع البيولوجي.