منذ أن طرحت الدوائر السياسية والبحثية الغربية واملنظمات الدولية مفهوم Governance كمفهوم جديد يهدف إىل صياغة عقد جديد بني الدولة واجملتمع، مل تعد احلكومة هي الطرف الوحيد املعين برسم السياسات رغم حمورية الدور الذي تلعبه كفاعل رئيسي يف عملية الصنع. من القطاع اخلاص من خالل سعيه لتحقيق التنمية وتوفري فرص العمل، املدين من خالل دوره يف تعبئة جهود األفراد يف منظمات قوية تشارك بفعالية يف األنشطة االجتماعية والسياسية وتلعب دورا يف التأثري يف السياسات العامة، عن طريق البعد غري الرمسي أو ما مساه "لندبلوم " ابلسلوك املؤثر على الدستور الذي أيخذ عدة صور كاملبادرة ابلتأييد أو املعارضة، الفواعل الرمسية خاصة السلطة التنفيذية يف عملية صنع السياسة العامة، وأمهها اجملتمع املدين يف هذه العملية. فاملتتبع ملختلف الدساتري اجلزائرية وتعديالهتا املتتالية وصوال إىل آخر دستور سنة 2020 يدرك بكل األخرى، ابلشكل الذي جعل منها الفاعل املهيمن على عملية صنع السياسة العامة. األخري لسنة 2020 ، رسم السياسات وتنفيذها. وتتجسد هيمنة السلطة التنفيذية )احلكومة( على ر سم السياسات يف مواقف كما تربز أيضا يف املكانة احملورية هلا )مؤسسة الرائسة( مبا خيوهلا الدستور من صالحيات السياسة العامة للدولة.