دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية بداية أحيي الصحفيين الأبطال الذين واصلوا الليل بالنهار من أجل تغطية الأحداث التي عصفت بالساحة الفلسطينية خلال الحروب الثلاثة التي تعاقبت على قطاع غزة مابين عامي 2008 و2014 وفي الهبة الجماهيرية التي تشهدها مدن الضفة والقدس حالياً ونبرق لهم بالتحية وخاصة الذين ارتقوا شهداء منهم وكذلك الذين تعرضوا لإصابات جراء القصف الإسرائيلي خلال هذه الحروب ومن تم الاعتداء عليهم خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في مدن الضفة، وخلال الاحتلال البريطاني مارست دورها بشكل كبير أدت فيه إلى تقوية الروح القومية والإحساس بالوعي القومي، فتاريخ الصحافة الفلسطينية حافل بالأمثلة الدالة على عظمة الدور الذي قامت به، فسمحت بإصدار الصحف الفلسطينية ومنها صحيفة القدس والفجر والشعب حيث كانت هذه الصحف تخضع للقوانين الإسرائيلية التعسفية إلا أن الصحفيون واجهوا الكثير من العراقيل والقيود المشددة كالقتل والإبعاد أو إغلاق الصحف ومنع توزيعها أو تفعيل مقص الرقيب العسكري أو الاعتقال وفرض الإقامة الجبرية على العاملين في المؤسسات الإعلامية؛ لكن كل ذلك لم يكن لينال من عزيمة الصحفيين وإصرارهم على مواصلة مشوارهم الوطني، وحاولوا إبرازها محليًا وعربيًا وعالميًا؛ وكشفت زيف الاحتلال، وأثبتت للعالم بأننا شعب يستحق الحياة. إن فلسطين تعيش اليوم في حالة فريدة من الحصار والانقسام فرضه وجود الاحتلال الإسرائيلي لذلك يجب علينا التنويع في شكل الرسالة الإعلامية كوننا نخاطب عقول متنوعة كل منها حسب ديانته وعرقه وجنسيته ولغته، مع الحفاظ والالتزام بنفس المضمون لهذه الرسالة حتى تصل بالشكل الايجابي الذي نريد، لاشك أن هناك بعض القصور في تعاطي الإعلام الفلسطيني مع استحقاقات القضية الفلسطينية والهبة الجماهيرية والسبب يعود لأن وسائل الإعلام الفلسطينية أصبحت تحمل كل منها وجهة سياسية وفقاً لهذا الحزب أو ذاك والانقسام جاء ليعمق هذا مما خلق حالة من الإرباك لدي وسائل الإعلام للتعامل مع الأحداث. الإعلام الفلسطيني يتناول الأحداث كحدث وليس كمرحلة وقضية متصلة فمثلاً قضية الاعمار لم يتناولها الإعلام الفلسطيني بشكل جدي ومستمر وخاصة أننا نقبل على فصل الشتاء وما يحتويه من برد قارص وأمطار قد تسبب الأمراض لساكني الكرفانات الذين دمرت بيوتهم، وكذلك المصانع التي دمرت لم يعد بنائها بعد، فقضية الاعمار والذي لم يحدث اختراق حقيقي في سرعته لم تولى اهتمام كبير لدي وسائل الإعلام الفلسطينية وبالتالي لم يذكرها الإعلام العربي والدولي باهتمام كبير. ثانياً : الإعلام العربي: تٌسلب الأراضي وتهود القدس ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وعند ذكر الأسرى يجب أن أتوقف لأقدم الشكر للإعلام الجزائري الإعلام العربي الوحيد الذي تناول قضية الأسرى ببالغ الاهتمام حيث كان التنسيق مع الشبكة العربية لكتاب الرأي والإعلام وتم إصدار ملاحق صحفية ورقية كثيرة وزعت منها ملايين النسخ في دول كثيرة ساهم فيها عدد كبير من الكتاب الفلسطينيين بمقالاتهم عن الأسرى ومعاناتهم وخاصة الأسيرين خضر عدنان ومحمد علان) . الخ. أليس من مسؤولياته أمام الرأي العام العالمي كشف الانتهاكات الإسرائيلية العنصرية؟ ألا يستحق ما يتعرض له الشعب الفلسطيني أن يُولى أهمية كبيرة في الإعلام العربي، إن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني لجديرة بأن تبقى فعالة وعلى رأس سلم الأولويات في الإعلام العربي لأن الشعب الفلسطيني جزءً لا يتجزأ من الكل العربي، ولكن بكل أسف أن الإعلام العربي يتناول أخبارنا كحدث مرحلي فقط وليس العكس، لا شك بأن الأحداث الدائرة في الوطن العربي نتجت عن ما يسمى بالربيع العربي قد ألقت بظلالها وغيبت القضية الفلسطينية في الإعلام العربي وهذا يعود لانشغال العرب بهذه الأحداث وهي عامل رئيسي من عوامل تهميش القضية الفلسطينية إعلامياً، فإلى متى سيستمر الإعلام العربي يتناول قضيتنا الفلسطينية كجزئيات ويختزلها وفق مفهوم نزاع وليس صراع على حقوق وثوابت، فهل سيتجدد الخطاب الإعلامي العربي تجاه الإرهاب الإسرائيلي ونظرته لقضيتنا الفلسطينية ويكون بمستطاعه لملمة شتات القضية وجمعها في قضية واحدة شمولية لتصبح محط اهتمام الأمة العربية؟؟ إن القضية الفلسطينية اليوم تحولت إلى قضية ثانوية في الإعلام العربي فلم يعد الإعلام العربي يتفق أو يجتمع على رواية واحدة من أجل القضية الفلسطينية أو القدس العربية التي تهم كل عربي. ثالثاً : الإعلام الغربي : الإعلام الغربي يتعاطى مع القضية الفلسطينية كأنه نزاع بين طرفين( فلسطيني وإسرائيلي) ومواده الإعلامية تخلو تماماً من السياق التاريخي للقضية الفلسطينية بل ويتعاطى مع تغطية الاعتداءات الإسرائيلية بحروبها بشكل متساوٍ ويتعمد سرد تفاصيل القتلى الإسرائيليين أما شهدائنا فهم أرقام في إعلامهم دون أدنى تفاصيل، ودائما الإعلام الإسرائيلي هو السباق في القصة الإعلامية بكافة تفاصيلها وهذا ما يميزه عن الإعلام الفلسطيني والعربي الذي يبنى مواده الإعلامية على رد الفعل. فاجتاحت المظاهرات الكثير من العواصم الغربية مما غير من سياسات بعض الدول التي لا تربطها علاقات إستراتيجية مع دولة الاحتلال فبدأت حملات المقاطعة لمنتجات المستوطنات وكذلك المقاطعة الأكاديمية، وبالتالي بدأنا نلاحظ التغيير في التعامل مع القضية الفلسطينية ولكن ليس بحجم الشكل الذي نريده. · أسباب القصور الإعلامي الفلسطيني والعربي : 1- غياب الخطاب الإعلامي الفلسطيني الموحد. 2- غياب الخطاب الإعلامي العربي وغياب الرسالة الإعلامية الموجهة بمستوياتها الثلاث ( الأولى: الرسالة النفسية للداخل الإسرائيلي، الثانية: الرسالة العاطفية للمجتمع الدولي،