وهي مهبط الأنبياء والرسل ومنها انطلاق الهداية للبشر لعبادة الله وحده. روى البخاري عن البراء بن عازب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو أخواله من الأنصار وأنّه صلى قِبَلَ بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَلَ البيت الحرام. وأنه صلى عند وصوله المدينة أول صلاة فيها صلاة العصر. فخرج رجل ممّن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قِبَلَ مكة فداروا كما هم قِبَلَ البيت، وكان اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل البيت المقدس. ولما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك. يقول أبو ذر الغفاري: قلتُ: يا رسول الله، قلتُ: كم بينهما؟ قال: أربعون سنَة. ويقول أبو أُمامة الباهلي: إنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: لا تزال طائفة من أمَّتي ظاهرين على الحقِّ، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس. وعن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس، رواه أحمد وابن ماجة. والصلاة في بيت المقدس بخمسمئة صلاة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود. والملك الناصر محمد بن قلاوون، ومن الخلفاء الذين زاروا بيتَ المقدس: عمر بن الخطاب، ومعاوية بن أبي سفيان وعبدالملك بن مروان، والوليد بن عبدالملك، وسليمان بن عبدالملك الذي همَّ بالإقامة في بيت المقدس واتِّخاذها عاصمةً لدولته بدل دمشق، وغيرهم مِن الخلفاء الأيوبيين والمماليك والعثمانيين. بلاد أولى القبلتين وثالث الحرمين اسم فلسطين مشتق من اللفظ بلست وهم من شعوب البحر المتوسط التي دخلت فلسطين من جزيرة كريت في الألف الثاني قبل الميلاد، حيث أقاموا فيها ممالكهم وامتزجوا بالسكان الأصليين، وهكذا أعطوا البلاد اسمهم بعد أن كانت تعرف باسم: ارض كنعان، وقد عرفت فلسطين منذ القدم باسم ارض كنعان نسبة إلى هؤلاء الكنعانيين، واول دخول اليهود فلسطين كان بعد دخول إبراهيم عليه السلام بما يقارب ستمئة عام، ثم وقعت فلسطين تحت الحكم البابلي، وبتحول الإمبراطورية الرومانية إلى النصرانية عام 324م خضعت فلسطين للحكم النصراني إلى أن جاء الفتح الإسلامي عام 638م. فاليهود لا حق شرعياً دينياً لهم بأرض فلسطين ولا حقاً بأقدمية السكنى ومُلْك الأرض، ونسأل الله أن يكون خلاص بيت المقدس منهم عاجلاً غير آجل.