يناقش النص العلاقة بين الميتافيزيقا والشعر، مؤكداً على أن الميتافيزيقا تعتمد على الاستدلال العقلي، بينما الشعر يعتمد على الخيال والإحساس. لكن، تُبرز الكتابة أن الميتافيزيقا تتجاوز العالم الحسي المدرك بحثاً عن مبادئ أولى، وهو ما يُشبه وظيفة الخيال في الشعر. الخيال، كمصدر لا ينضب للرؤى، يُمكّن من تجاوز الواقع المعطى، وهو ما يُعد شرطاً أساسياً للتفكير الميتافيزيقي. لكن، ليس كل شعر ميتافيزيقي، فالشعر الوصفي أو السردي البسيط يختلف عن الشعر الخلاق الذي يحمل رؤى ميتافيزيقية، كأمثال الملاحم التي تجسد معاني إنسانية خالدة. يُشكل الخيال مصدراً مشتركاً للشعر والميتافيزيقا، إذ يُمكّن من مواجهة كليات العالم أو لغز الوجود، كما يتجلى في أعمال شعراء مثل ليكونت دي ليل وفيكتور هيغو. يُؤكد النص على دور "الكلي" كوسيط حاسم بين الشعر والميتافيزيقا، فالشعر، حتى في معالجة مواضيع فردية، يعبر عن كليات إنسانية عميقة، كما يرى وايت هيد، وتُعدّ هذه الكليات موضوعات الميتافيزيقا. أمثلة على ذلك، الشعر التجريدي أو الصوفي الذي يُعبّر عن الكلي دون الحاجة إلى وقائع فردية، والشعر الذي يتناول كليات إنسانية أو طبيعية. يختم النص بتأكيد أرسطو على قرب الشعر من الفلسفة لاهتمامه بالكلي، مُشيرًا إلى رأي جان فال الذي يُعتبر الشعر أخاً للميتافيزيقا.