بعد حوادث 8 ماي 1945م عقدت حركة النار الحريات الديمقراطية العزم على العمل على ثلاثة مستويات في وقت واحد، أي الإبقاء على العمل السري باسم حزب الشعب الجزائري، والاعداد للعمل المسلح بإنشاء المنظمة الخاصة، فان الأحداث تسارعت لاتخاذ موقف صلب خاصة عندما اصر الحزب على دخول الانتخابات مثلما فعل المعتدلون والاصلاحيون، فالعناصر الشابة اعتبرتها تراجعا وتفتيتا للجهود، وغم محاولات مؤتمر فيفري التوفيق بين وجهات النظر بين التيارات الثلاثة المنبثقة عنه الا ان الأمر لم ينجح وتوسع الخلاف بين التيارات الثلاثة مما أدى إلى ظهور ما يسمى بأزمة انتصار الحريات الديمقراطية التي وعلى الرغم من تشكيلجناحها العسكري المتمثل في المنظمة الخاصة الا ان فشل هذه الأخيرة ذاد في تعقيد الازمة، وهو ما أدى إلى عقد مؤتمر 4 الى 6 أفريل 1953م الذي لم ينجح في التوفيق بين وجهات النظر، بل برزت خلافات عميقة بين مصالي الحاج واللجنة المركزية، وبرزت التيارات الثلاثة كما يلي: التيار الأول: يمثله الرئيس ومناصروه، إضافة إلى عنصرين من اللجنة المركزية هما أحمد مزغنة ومولاي مرباح وأصبح يسمى المصاليون وهم يرفضون مبدا القيادة الجماعية ويكرسون الزعامة الفردية المصالية. يصرون على مبدا القيادة الجماعية وقرار الأغلبية. التيار الثالث: يمثله مجموعة من الشباب الثوري الذي لم يعد مقتنعا بالممارسات العقيقة للحزب فقد سمح الخلاف للطاقات الشابة وهو ما تجسد في تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل بتاريخ 23 مارس 1954م، عقدت هذه الأخيرة اجتماعا في 25 جوان 1954 في المدنية بالعاصمة تحت اشراف مصطفى بن بولعيد أسفر عن انتخاب هيئة تنفيذية سداسية الأعضاء هم مصطفى بن بولعيد محمد بوضياف، ديدوش مراد، العربي بن مهيدي، رابح بيطاط وكريم بلقاسم.