لأنهما مختلفان ولكل منهما مذهبه في قول الشعر، ومن ثم فإن لكل منهما من يقاربه من الشعراء، فالبحتري يشبه أشجع السلمي ومنصور النمري وأبا يعقوب المكفوف وأمثالهم من الشعراء المطبوعين، أما أبو تمام فشعره شبيه بشعر مسلم بن الوليد، ثم يستدرك الآمدي فيرى أن أبا تمام شبيه بمسلم إلا أنه دونه، فهو لم يصل إلى مرتبته، بينما ارتفع عن الشعراء الآخرين ممن اتبعوا مذهب التصنع في الشعر، وتكلف ذلك أبما تكلف، ولعلنا نتبين في كلام الآمدي في هذا الموضع، فهو من النقاد المحافظين على ما جاء به السلف،