برز مفهوم التصوف السني بوضوح مع ظهور التيار الفلسفي في التصوف خلال القرن السادس الهجري، خاصة مع انتشار آراء ابن عربي. لكن تسمية "التصوف السني" ظهرت لاحقًا. ميّز الرواد الأوائل، كالحارث المحاسبي والغزالي، بين أهل السلوك والمتشبهين بهم لأهداف دنيوية، منتقدين ادعاءاتهم الظاهرية دون تحقيق معاني التصوف الحقيقية. يرى الغزالي في رسائله فضح هؤلاء الذين يدّعون "علم المعرفة" دون مجاهدة حقيقية. باختصار، التصوف السني قائم على الكتاب والسنة، وساعي لتحقيق مقام الإحسان. أوضح هذا المفهوم كتابات خصوم التصوف كابن تيمية وابن الجوزي وابن القيم، الذين عادوا نوعًا من الصوفية، خاصة الفلسفية و"صوفيّة الأرزاق"، مع إشادة ابن الجوزي بالصوفية المتقدمين. يُعتبر ابن القيم التصوف "زاوية من زوايا السلوك الحقيقي"، مما صنّف الباحثة سهام كريدية ابن تيمية وابن القيم ضمن التيار السلفي. ساهم ابن تيمية في ترسيخ مفهوم التصوف السني بدراسته الموضوعية، مؤكدًا وجود "صوفيّة أهل السنة والحديث"، معتبراً نفسه امتدادًا لمشايخ التصوف السني، مُشيدًا بـ عبد القادر الجيلاني في كتابه "الاستقامة".