بدأ الأوربيون يفدون على الساحل الإفريقي في القرن الخامس عشر الميلادي، والذي جذب أنظار الاستعمار إلى موريتانيا هو الصمغ العربي، واستمرت المنافسة بين التجار الأوربيين ولم تحل مشكلة السيطرة إلا في عام ١٣٣١ هـ ( ١٨١٥ م) عندما أعطيت فرنسا منطقة السنغال بموجب المعاهدة التي عقدت بين دول وخلال القرن التاسع عشر الميلادي وقع الفرنسيون معاهدات مع بعض الأمراء المحليين، ولكن الموريتانيين قاموا بهجمات على مراكز التجارة الفرنسية على طول نهر السنغال مما اضطر الفرنسيين إلى التفكير في الاستيلاء على موريتانيا لتأمين السنغال، ولم تكن موريتانيا موحدة بل كانت مقسمة إلى 7 مناطق على كل منطقة منها أمير . وفي عام ١٣١٩ هـ ( ۱۹۰۱م) بدأت المحاولة الجدية لاحتلال البلاد بقيادة (كوبولاني)، وسيطر الفرنسيون على منطقة (ترارزة) قاعدة الهجوم على المراكز التجارية ، ثم سيطر ( كوبولاني) على براكنا عام ١٣٢٢هـ (١٩٠٤م) وعلى (تاغنت) عام ١٣٢٣ هـ (١٩٠٥م)، وبعد هلاك كوبولاني عام ١٣٢٣هـ (١٩٠٥م) خلفه الجنرال ( غورو ) الذي سار على نهجه فبسط نفوذه الحقيقي على منطقة (أدرار) عام ۱۳۲۷ هـ (۱۹۰۹م) بعد القضاء على المقاومة الوطنية. وبخضوع المغرب لفرنسا تم الاستيلاء الكامل على موريتانيا. ألحقت فرنسا موريتانيا بالسنغال من الناحية الإدارية بعد أن قسمت البلاد إلى عشر دوائر، وقد خطط الاستعمار المحاربة الإسلام باتباعه وسائل وأساليب عديدة منها : سياسة التفريق بين المسلمين البيض والزنوج، والدعوة إلى السفور والاختلاط، قاد الشيخ ماء العينين بن محمد حركة المقاومة ضد الفرنسيين منذ بدء الاحتلال ، وأعلن الجهاد المقدس واستعان بسلطان المغرب الذي أمده بالمساعدات، وبدأت المعركة بدخول الفرنسيين إلى (أدرار) بعد موت الشيخ ماء العينين على الرغم من الروح المعنوية العالية التي كان الموريتانيون يتمتعون بها، وتتابعت المقاومة الموريتانية حتى عام وكان يهدف إلى توحيد جهود الموريتانيين بعد أن فرقتهم السياسة الفرنسية مستغلة الخصومات القبلية، ولكن هذه الحركة الوطنية لم تلبث أن عادت إلى الانقسام وكونت حزبين جديدين هما حزب التفاهم الموريتاني وحزب الاتحاد التقدمي ، وقد فاز حزب الاتحاد التقدمي في الانتخابات التي جرت في عام ١٣٧١ هـ ( ١٩٥١م) وفي عام ١٣٧٦هـ (١٩٥٦م). وفي مطلع عام ۱۳۷۸ هـ - ١٩٥٨م) تقرر دمج الحزبين السابقين في حزب واحد هو حزب التجمع الموريتاني الذي دعا إلى الاستقلال . وجدير بالذكر أن فرنسا أيام حكم ديغول» قد عرضت على مستعمراتها قبول الدستور الفرنسي أو عدمه، بحيث تصبح هذه الدول أعضاء في مجموعة الشعوب الفرنسية وتشكل حكومات محلية تتمتع بالاستقلال الداخلي، وعند ذلك تقطع فرنسا مباشرة كل معونة فنية أو مالية أو إدارية ولما جرى الاستفتاء على الدستور في ١٥ من ربيع أول ۱۳۷۸ هـ (۲۸) من أيلول سنة ١٩٥٨م) قبلت موريتانيا تحت الضغط والتهديد دستور ديغول وأصبحت عضوا في الجامعة الفرنسية، وشكل مجلس تأسيسي في مارس ۱۳۷۹ هـ (١٩٥٩م) مدته خمس سنوات، ووضع دستور للبلاد، وفي الوقت نفسه فاز حزب التجمع الموريتاني في الانتخابات وشكل رئيسه المختار ولد داده الوزارة وأصبح الحزب الحاكم في البلاد (1) . وفي الوقت نفسه نشأ حزب جديدهو حزب النهضة، وهو يدعو إلى استقلال موريتانيا والانضمام إلى الوطن الأم المغرب واعتبار موريتانيا جزءاً من المغرب لا يتجزأ، ويعد هذا الحزب هو الحزب المعارض وتتفق مع آرائه منظمة الشباب الموريتاني وكان قد شكل في المغرب فور استقلالها سنة ١٣٧٦ هـ (١٩٥٦م) جيش التحرير الموريتاني، ثم دخلت موريتانيا الأمم المتحدة في نفس العام، كماقبلت عضواً في جامعة الدول العربية عام ١٣٩٣ هـ (١٩٧٣م). ومما يجدر ذكره أن انقلابا قد أطاح بحكم المختار ولد داده برئاسة رئيس اللجنة الوطنية للانقاذ الوطني العقيد مصطفى ولد محمد السالك اللي تزعم البلاد في ٥ من شعبان عام ١٣٩٨ هـ (۱۹۷۸م). ويقي مصطفى ولد محمد السالك صورة رمزية لرئاسة الجمهورية. رفع محمد خونا ولد هيداله نفسه إلى رتبة عقيد، وعهد بها إلى معاوية ولد سدي أحمد الطايع عضو اللجنة العسكرية، كانت البلاد تعيش في ضائقة اقتصادية، هذا ما جعل رئيس الحكومة المعزول معاوية ولد سيدي أحمد الطايع يقوم بحركة انقلابية في ۱۹ من ربيع الأول ١٤٠٥ هـ (١٣) من كانون الأول ١٩٨٤م) ويتسلم رئاسة الجمهورية ورئاسة اللجنة العسكرية ورئاسة الحكومة، وأطلق سراح السجناء السياسيين وسمح للمشردين بالعودة إلى البلاد،