وإن نظام التكافل الاجتماعي في الإسلام كما بينه الطاهر بن عاشور، وتتعاون فيه كل القوى بحيث لا يطغى فريق على فريق، وتبذل فيه النصيحة عامة لله ولكتابه ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم، ويتم الائتلاف بين الحقوق والواجبات وبين مصالح الناس بعضهم مع بعض، وتتآلف الأرواح وتتجاذب الأشباح، وإن المسلمين في كل زمان ومكان قد أجمعوا على التعاون والتكافل، والتعاون الكامل في جميع شؤون الحياة وفي حالتي الرخاء والشدة. فلا جرم إن كان إصلاح المجتمع متوقفا بادئ الأمر على إصلاح الأفراد، فإذا صلحت حصل من مجموعتها الصالحة مجتمع يسوده الصلاح، وتلك هي أسباب صلاح نواحي الهيئة الاجتماعية في أحوال علاقات أفرادها ببعض. لتكون أمة واحدة تجمعها وحدة الاعتقاد والتفكير والعمل الصالح. لذلك اتجه كتاب الله بجملة من الأوامر والنواهي ذات الصبغة الأخلاقية إلى مختلف الأفراد، سعياً منه في إصلاح أخلاق الأفراد، وتحمل أمانة عمارة الأرض على نحو ما يقرره المنهج الإلهي، “وهذه الأوامر والنواهي تتعلق بالكليات الضرورية التي تتوقف حياة المجتمع الإسلامي عليها كل التوقف، بأحكام أخلاقية زجرية على شكل أوامر ونواه، الأخلاق الإسلامية تقوم على مجموعة من الأوامر والنواهي التي تتضمنها الشريعة الإسلامية.