يعتبر موضوع التعلم من موضوعات علم النفس الأساسية والذى يحظى بالأهمية البالغة عند علماء علم النفس، فلا غنى لأى مجال من المجالات التطبيقية فى علم النفس عن فهم نظرية التعلم. ويعتبر كل نمو وتطور إنسانى إنما ينحصر فى وظيفتين هما النضج (أو النمو والتطور الفسيولوجى) والتعلم (أو التطور النفسى) فنحن نتعلم أن نكون أفراداً من الجنس البشرى إذ نتعلم كيف نؤدى دورنا فى الحياة الاجتماعية ونتعلم التكيف وتحسين حياتنا، أنه الأساس الذى ترتكز عليه نظريات علم النفس الأخرى وهو المفهوم الأساسى لماهية الطبيعة البشرية، ولقد كان لتقدم الأبحاث والتجارب السكولوجية أثر كبير فى ظهور كثير من النظريات المفسرة لعمليات التعلم وتوضيح حقائقها بشكل يسمح لنا بالتعرف على طبيعتها وشروطها والعوامل التى تؤثر فيها، وأصبحنا ننظر إلى عملية التعلم كعملية تغيير وتعديل فى سلوك الفرد من جميع جوانب شخصيته العقلية والجسمية والوجدانية والاجتماعية، لذلك استعرضنا فى الباب الثانى من هذا الكتاب العديد من نظريات التعلم- الارتباطية والمعرفية والاجتماعية. والشروط التى تؤدى إلى حدوث أقصى درجة من انتقال أثر التدريب من موقف تعلمى أو عمل تعلمى لآخر، وأمكن تصنيف هذه الشروط إلى ثلاثة فئات: أولها شروط ترجع إلى المتعلم، كما تناول هذا الباب موضوع «صعوبات التعلم» وأنواعها ومظاهرها والمحكات الحديثة فى التعرف على ذوى صعوبات التعلم وكيفية الاهتمام بهم ورعايتهم. إن تعلم المعرفة لدى غالبية علماء النفس المعاصرين هو عملية تكوين وتناول (معالجة) المعلومات وغالباً ما تتعلق هذه المعرفة بأنواع المعلومات التى نكتسبها فى مواقف الحياة التى نتعرض لها، وبواسطة دراسة المعرفة يمكن التوصل إلى فهم أعمق لما نمارسه يومياً من أنشطة متعددة (داخل مدارسنا وخارجها) بصفة مستمرة تشترك فيها كثيراً من العمليات المعرفية مثل الانتباه، أنه يمكن القول: أن الصراع بين الدول المتقدمة هو صراع بين عقول أبنائها من أجل الوصول إلى سبق علمى وتكنولوجى يضمن لها الريادة والقيادة،