لقد شهد الإعلام - بفضل الثورة المعلوماتية - تحولا نوعيا لا يقل أهمية عنبقية التحولات المعاصرة، إذن مادور الإعلام؟ وكيف للتفكير الناقد أن يكون قوة اقتراح وتعديل توجه تطور الإعلام إلى الغايات المنشودة؟ إن استخدام المعلومات والاتصال بهدف فسح المجال أمام مختلف الثقافات للتعبير عن نفسها بكل حرية - وبالطرق التي تناسبها - أمر لابد منه لترسيخ أسس التفاهم بين الشعوب والتعاطي والحوار بين الثقافات وتمتلك وسائل الإعلام القدرة على تيسير هذا الحوار بين الثقافاتفمن خلال التصدي للمواقف السائدة والمزاعم فيما يتعلق بـ " الآخرين" يمكن لوسائل الإعلام أن تتجاوز التصورات النمطية الموروثة، ويتمي الحذر منهم، ويعزز روح التسامح والقبول بالاختلاف، وقد جرى في اليونسكو حوار تم التأكيد فيه على التكافل والتداخل والعلاقة الوثيقة التي تربط بين حرية التعبير واحترام العقائدوالرموز الدينية. كما أبرز النقاش دور وسائل الإعلام في تعميق الخلاف أو في تقريب وجهات النظر ومد الجسور بين الشعوب والتعريفبها وبتاريخها بما يعزز التفاهم بين الثقافات على نحو أفضل.