جمع كبار الصحابة وقال لهم: «إنَّه قد نزل بي ما قد ترون، فإنكم إن أمَّرتم في حياة مني كان أجدر ألا تختلفوا بعدي». فيرى كل منهم في الآخر قدرة أكبر على تولي مسؤولية الخلافة، فعادوا إلى أبي بكر وقالوا له طالبين مساعدته باختيار الخليفة: «أرنا يا خليفة رسول الله رأيك»، وبعد فترة من التفكير استدعى أبو بكر الصحابي عبد الرحمن بن عوف وقال له: «أخبرني عن عمر؟»، فقال أبو بكر: «ذلك لأنه يراني رفيقًا، ثم دعا عثمان بن عفّان، فقال أبو بكر للإثنين: «لا تذكرا ممَّا قلتُ لكما شيئاً، ثم جاء طلحة بن عبيد الله إلى أبي بكر وقال له غاضبًا: «استخلفتَ على النّاس عمر وقد رأيتَ ما يلقى الناس منه وأنتَ معه، وكيف به إذا خلا بهم وأنت لاقٍ ربّك فسائلك عن رعيّتك!»، وبعد ذلك استدعى أبو بكر عثمان بن عفان مجددًا، هذا ما عهِدَ أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، فكتب عثمان: «أمَّا بعد فإني قد استخلفتُ عليكم عمر بن الخطّاب ولم آلكم خيراً». وبعد أن كتبَ العهد أمر أبو بكر أن يُقرَأ على الناس، فجمعهم وأرسله مع أحد مواليه إلى عمر بن الخطاب، ولم يعترضوا بعد سماع العهد. ثم جاءهم أبو بكر وقال: «أترضون بما استخلفتُ عليكم؟ فإني ما استخلفتُ عليكم ذا قرابة، ثم أحضر أبو بكر عمر وقال له: «إنّي قد استخلفتك على أصحاب رسول الله، توفّي أبو بكر بعد ذلك بأيام،