مقدمة تعتبر الثقافة ذالك الكل المتكامل من الافكار والمعتقدات والعادات التي تنظم وتضبط الحياة اليومية لمجتمع ما واستنادا الى ذالك فان الثقافة صارت جزءا لا يتجزا من حياة الفرد . يبدا في اكتسابها منذ الصغر ثم تبدا في الظهور في سلوكاته وتصرفاته وتكوين شخصيته حتى يتطبع بها فيبدا في القيام بها دون شعور منه, وقد قام عدة علماء سلوكيون وعلماء الانثروبولوجيا من دراسة البيئة الثقافية للافراد لما لها تأثير على القيم الاجتماعية, وتعتبر الثقافة هوية الشعوب بسبب اختزال ماضيهم وذكرياتهم وأصالتهم. وتنشأ الثقافة من خلال تواصل الافراد وتفاعلهم الاجتماعي, فاكتساب الافراد لثقافة واحدة تسهل العمل المشترك دون عوائق, ويتصل افراد المجتمع بجملة من النظم تتيح لهم التعاون فيما بينهم لان الثقافة تتوارث جيلا بعد جيل عن طريق تعلمها من الجيل السابق , ولايقتصر عمل الافراد في المحافظة على الثقافة المحلية فقط بل يجب نشرها على نطاق واسع لتطوير التفكير وأساليب العيش والسلوك . اما حياة مهنية ناجحة او حياة مهنية دون المأمول. واذا كان الفرد يطمح في حياة مهنية جيدة لابد من اختيار مهني صائب مبني على اسس علمية موضوعية مأخوذة من تجارب مهنية سابقة او من تكوين مهني مسبقا, فيختار مهنة تساهم في بناء شخصيته وتمنحه مكانة اجتماعية راقية, كما تساهم في تطوير مجتمعه وتوفر له عيشا كريما مستقرا , كما يمكن ان يكتسب من خلال مهنته خبرات مهنية جديدة تمكنه من مساعدة الافراد في اختياراتهم المهنية المستقبلية. لذا اردنا من خلال هذه الدراسة محاولة معرفة تأثير الثقافة المحلية على الاختيار المهني و معرفة اثر القيم الاجتماعية و العادات و العرف و التنشئة على عملية الاختيار المهني . حيث قسمت الدراسة الى ثالثة اجزاء : منهجي و نظري و ميداني بحيث يحتوي الفصل الاول على الجانب المنهجي للدراسة و الذي تناول الاشكالية و الفرضيات و تناول ايضا اسباب اختيار الموضوع و تحديد المفاهيم و اهمية الدراسة و اهداف الدراسة و الدراسات السابقة و اخير صعوبات الدراسة , اما الجانب النظري فحيث يحتوي على فصلين , مصادرها , خصائصه , انماطه , خطواته , و فيما يخص الجانب الميداني فقد يحتوي على فصلين , الفصل الرابع , فصل تم عرض فيه الاجراءات المنهجية للدراسة و قد تناولنا فيه مجالات الدراسة و منهج الدراسة اضافة الى عينة الدراسة مع ادوات جمع البيانات . و اخيرا الفصل الخامس والاخير و من خلاله تناولنا وصف خصائص عينة الدراسة و عرض و تحليل البيانات الخاصة بالفرضيات و تفسيرها مع ابرز النتائج التي تم التوصل اليها . الاشكالية يعتبر الاختيار المهني هو أهم القرارات التي يتخذها الفرد في حياته و تزداد أهمية خاصة مع زيادة معدلات نمو السكان وتوفر المهن وتحولاتها بالإضافة إلى متطلبات الحياة وما تشهد من تطورات وتوجهات في جميع ضواحيها الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية ، مما تجعل قرار اختيار المهنة قضية محورية بالنسب للفرد وبالتالي كان احتيار الفرد للمسار الوظيفي وتخطيط له بصور جيد من العوامل الفعالة في تحقيق النجاح والاندماج المهني. من هذا المنطلق فإننا نلاحظ أن الأشخاص يتأثرون بالقيم الثقافية المحلية السائدة في بيئاتهم لدى إقبالهم على اختيار المهن ففي القيم الشخصية يولي الأفراد اهتماما لذواتهم عند اختيار ويضعونها في المقام الأول كما أن الاستقلال الذاتي يؤدي دورا محوريا في النضج الوظيفي وهم يسعون دائما إلى النجاح الشخصي في الوظائف ويكونون أكثر تنافسا ويسعون دائما إلى تحقيق غاياتهم .