- الرأسمالية التجارية و«الربوية»: والتي نشأت بذورها في حضن النظام الإقطاعي، ونمت في مرحلتي الإنتاج البسيط والمانيفاكتوري، إذ ازدادت أهمية التجارة آنذاك، راح رأس المال التجاري يلعب دوراً مهماً في تراكم رأس المال النقدي، حين بدأ التجار بتشغيل الحرفيين لحسابهم وبتمويل عمليات الإنتاج، مما أدى إلى ظهور نظام «الممولين». 2- الرأسمالية الصناعية: والتي تمتد جذورها إلى المرحلة السابقة، ثم اتضحت ملامحها مع قيام الثورة الصناعية وانتشار الإنتاج الآلي الموسع في نهاية القرن الثامن عشر. 3- الرأسمالية المالية: وتتميز باندماج رأس المال الصناعي مع رأس المال المصرفي، وظهور ما يسمى بـ «رأس المال المالي»، وهذا قاد إلى تركز الدخول والثروات في أيدي عدد قليل من الناس في حين تتحول الغالبية العظمى إلى فقراء. ففي عام 1820م كانت نسبة ما تملكه الشريحة الأغنى في العالم إلى ما تملكه الشريحة الأدنى دخلا ً(7: 1)، وأصبحت هذه النسبة (30: 1) في عام 1960م، ثم (74: 1) عام 1997م. كما ورد في تقرير التنمية البشرية الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في عام (1999)، أن أغنى ثلاثة أفراد في العالم يحوزون أصولاً تفوق الناتج القومي لمجمل الدول الأشد فقراً في العالم، 4- الرأسمالية ما بعد الصناعية: ولا يعني ذلك أن الرأسمالية تخلت عن التجارة أو الصناعة أو المال، بل أنها تجاوزت ذلك كله إلى مرحلة أرقى من تطوير قوى الإنتاج استناداً إلى العلم والتقنية، فيما صار يعرف باسم «الثورة الصناعية الثالثة» أو «الثورة العلمية والتقنية في خدمة المشروعات». وانعكست آثار هذه الثورة على كل بقاع العالم، تبعيةً وعبئأً على العالم الثالث، وثروةً وسلطةً على دول المراكز الرأسمالية. وكنظام اقتصادي - اجتماعي، فقد تطورت الرأسمالية في مرحلتين: المرحلة الأولى (الرأسمالية ما قبل الاحتكارية) أو رأسمالية المنافسة حيث كانت تغلب على النشاط الرأسمالي حرية الممارسة والمنافسة التامة بين المشروعات والأنشطة وقد جاءت المدرسة التقليدية (الكلاسيكية) لتؤكد على ضرورة إزالة كل الحواجز والعراقيل من أمام التطور العفوي للرأسمالية. في هذه المرحلة التي استمرت طوال القرن التاسع عشر هيمنت بريطانية على الاقتصاد العالمي. المرحلة الثانية (الرأسمالية الاحتكارية - الإمبريالية) في أواخر القرن التاسع عشر، بدأت تظهر الاحتكارات الضخمة والشركات متعددة الجنسية (ولاسيما الاحتكارات النفطية والكهربائية والمعدنية في الولايات المتحدة). وتمثل هذه المرحلة مرحلة «النظام الدولي الحديث» الذي استقر بعد الحرب العالمية الثانية، وكان يعكس مصالح الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، التي بدأت قوتها المتفوقة تتضح آنذاك. ومع ظهور «رأس المال المالي» دخلت الرأسمالية مرحلة الإمبريالية، في ظل تلاحم مصالح «الاحتكارات» و«الطغمة» مع سلطة الدولة .