لم يتوقف المثقفون العرب عن طرح األسئلة القديمة الت لم يف عن طرحها اإلجابة عنها أو عن بعضها من خالل ما قدمته أيديولوجيا التنوير الت رسخت اإليمان بالعقل وقدرته عل حل المسائل العالقة من الماض أو المتجددة ف الحاضر. وحاسمة من أغلب الشعوب للقيم ومشاريعارتبطت بالتقدم المادي الفعل والمباشر ف مستويات المعيشة والتعليم وفرص العمل واالنفتاح عل العالم وتنام األمل بالمستقبل. الحداثة ف البلدان النامية من فلسفة التنوير الغرب بأكملها. بمظاهره ورموزه كلها إل داخل كل بيت ومنزل ف أكثر القرى والمدن هامشية. اإلعاقة عل خطين متقابلين ً ومتقاطعين معا: سياسات الدول البرى واستراتيجياتها وما أدت إليه من استقطاب عالم بنيوي بين المجتمعات المركزية المتقدمة والمجتمعات الطرفية المتخلفة، والسيطرة عل األسواق الداخلية للدول الصغيرة والضعيفة النمو فحسب، البرجوازية أو األوليغارشية الدولية للنخب الت سيطرت وال تزال عل السلطة وأدارت عمليات التنمية وباألحرى إعاقة التنمية ف بالقوات المسلحة أو باألجهزة االستخبارية الت غالب ميليشيات وظيفتها تخويف الجمهور وردعه للحصول عل خضوعه وطاعته. هذه المجتمعات أدرجت ف منظومة الحداثة لن عل مستويات وبنوعية عالقات خارج هذه المنظومة أو خارج تأثيرها، ومحرك مساراتها يأت من خارجها. تفقده بعدها فتخسر ما ً راكمته سابقا. ف ذلك من دون صدام مع الدول الصناعية ً المركزية وأحيانا لقاء حروب طويلة ودموية، مسألة التقدم والتخلف ليست متوبة ف نسيج أي عقيدة أو وخيارات استراتيجية لقوى مسيطرة. الصراعات والحروب والهجرات والتحوالت الجيواستراتيجية والثقافية، من توزيع أو إعادة توزيع الموارد وعوامل النمو وشروطه، سوى نتيجة مباشرة لنمط من الحداثة المعاقة من ضمن ما أنتجته الحداثة )الونية( ذاتها من تشيالت اجتماعية استثنائية تعس بين القوى العالمية عل الموارد الرئيسية المادية والثقافية: العلم والتقنية والصناعة والدولة ومستويات المعيشة والحريات األساسية وقيم التضامن والتافل االجتماع والسالم واألمن والرفاه واالزدهار الروح والفري، الحاكمة ومن أجل إعادة إنتاجها كطبقة ماركزت القرار والقوة والعقل والعلم والمعرفة والحياة والسعادة ف الغرب والدولة فيها الشعوب الت لم يسعفها الحظ ف التقاط الفرص أو ف التمتع بموارد كافية، لمعركة التقدم وتعديل توازنات القوة وتوزيع أكثر عدًاًل للموارد العالمية. األوليغارشية الت ال تهتم إال بمصالحها الخاصة وال أمل لها بالبقاء إال بالرهان عل العنف ودعم الدول األجنبية. ليست الحداثة نموذج ً ا جاهزا يف لتحقيقها السير عل منوال ما عرفته المجتمعات األوروبية ف القرنين الماضيين، يخوضها كل مجتمع لتغيير شروط اندراجه القسري ف منظومة الحداثة، الشبة أو الشرك المطبق عليه ويفرض عل أصحاب السيادة والقوة ف المنظومة الدولية وجوده وينتزع "حقه" ً ف أن يبن ف الخاصة الت رافقت اندراج ً المجتمعات فيها والمصاعب أو المخانق الت واجهتها. )المواطنين( وكحق عام ال تستقيم السلطة وال تحظ ال ملية حصرية لفرد أو ألسرة حاكمة. عل مسألة توين األمم ف الدول المتخلفة الت تاد تعيش ف أزمة اجتماعية وفوض دائمة تاد تجرد الشعوب عمل حقوقها السياسية وتقض عل السياسة كممارسة سلمية تفاوضية وقانونية أو جماعة سياسية متضامنة وإرادة جمعية مستقلة وفاعلة. سوى التخبط ف حم البحث عن هويات أهلية "صورية" لم يعد وال ف ضمان مشاركتهم ف أي قرار يتعلق بمصيرهم. االجتماعية استمالك الدولة كما لو كانت غنيمة والمحاصرة فيها واستخدامها قلعة تحتم بها وتنظم منها غاراتها عل جمهور يفتقر إل أي لحمة أو رابطة حقيقية أو ها هنا تمن أهمية نقد الحداثة التاريخية وإعادة تحويلها من أسطورة إل واقع وانقساماته وتناقضاته وابتاراته وإبداعاته وما ينجم عن كل ذلك من خراب مصالح البعض وازدهار مصالح البعض اآلخر وماسبه تشجع عل العنصرية والتعصب الدين والمبادرة والسيادة ف بعض المجتمعات ويدين أكثرها بالساح البنيوي والشلل ً الفري العالم الحديث كما ً هو، القهر والعسف والعنصرية واإلقصاء والسلب والنهب والحرب االجتماعية والثقافية السائدة والحاكمة ف المجتمعات المتخلفة، الدور األبر ف تهميش الشعوب وإرساء أسس نظام الوصاية الرباع الطرف: وصاية والوصاية الروحية لرجال الدين عل ضمائر المؤمنين واستتباعهم بتخويفهم من الخطأ واتهامهم بالعجز عن معرفة الطريق الصحيح لإليمان وعن اتباع طريق الفضيلة يسع القسم األول من هذا البحث إل التذكير بمحاوالت بعض أطراف النخبة االجتماعية من رجال الدولة أو رجال الدين أو المثقفين المتنورين لسر جمود النظم القديمة والسع إل إصالحها، األوروبية ثم إخفاق ً اإلصالحات العثمانية الت جاءت تجسيدا لمطالب الدول األوروبية وتطلعاتها الطامعة ف اختراق أسواق الدينية الت اتهمها المصلحون اإلسالميون األوائل بالفساد ً وتجسيد االنحطاط العقل والدين ، دولة حديثة كان معظم خبرائها ومستشاريها ف الجيش الجديد واإلدارة من األوروبيين. العثمان ف اسطنبول بتعيين الباشا الجديد ويحاول القسم الثان أن يصف الوقائع الت أنتجت المشرق السيح، وال اإلثنية ‐ وتعبر عن إرادتها الحرة وتطلعاتها، استقاللها واستمرارها ف الضغط عليها وعند الحاجة إل التدخل العسري المباشر وتشيل التحالفات الدولية لخوض الحرب الشاملة ضد من يطمح إل تجاوز الخطوط الحمر الت رسمت لها ك ال تستعيد سيادتها أو تنجح ف تحقيق أي مشروع للتقدم الصناع والتقن والعلم يضاعف من فرص تحرر إرادة شعوبها واستقاللها. تستخدم لتسويد فرة االستثناء والنقص البنيوي للمجتمعات العربية وألفرادها بصرف النظر عن اعتقاداتهم وثقافتهم. لتحليل عالقات السيطرة والنفوذ، أصبحت أكثر قوة من الوقائع تفيد بأن سبب استمرارها هو الطبيعة الخاصة االستثنائية بالعقيدة اإلسالمية. تقبل التغيير طالما أنها ترفض الفصل بين مجال الدين والمقدس ومجال الدنيا والحياة العادية المرتبطة بالمحاكمة  ً ا أيضا ف مجتمعات المسلمين تمييز المتطرفين من المعتدلين أو المسلمين المسالمين من اإلسالمويين السياسيين، المنظمة واألوبئة ً داخل المجتمعات العربية أيضا ليزرع بذور حرب أهلية داخلية قائمة عل الشك والخوف المتبادل وفقدان الثقة ف إمانية التعايش بين مسلمين تحرروا من سطوة الدين ومسلمين متدينين أصبح كثيرون ينظرون إليهم عل أنهم قنبلة موقوتة. وماكان لهذا التفير أن يستحق االهتمام لو لم تن نتيجته تغييب النقاش ف ً مسألة الحداثة نفسها كواقع تاريخ مادي، التاريخية الت حمت تطور المجتمعات أو قطعت عليها طريق تطورها الطبيع نحا الباحثون إل التدقيق ف هوية هذه الحديثة السياسية واالجتماعية والثقافية، فهمه ف الوقت الذي تعمل عل تشويه صورته. قابلة للتحول وال عن مقاومة مؤسسات قديمة أو بسبب تمسك الفرد بتراث دين أو قبل يتحدى قوانين التحول التاريخ . المجتمعات العربية ليست الوحيدة الت تعان من أزمة كهذه ومن مظاهرها من نخب أصبحت غريبة عن المجتمع ال يمن تفسيره بمقاومة أي تراث محل . العامة وسياستها وانتظام األفراد ف عليه قوة المجتمعات الحديثة االقتصادية واإلنتاجية، أن فهم ما حصل يستدع قلب اآلية تمام عن سبب التخلف الحضاري ف تراث الماض ، التاريخية الت حمت اندماج المجتمعات المختلفة فيها ومن ثم تشلها ف صورتها الراهنة الجديدة. هذا االندماج واألفار الت وجهتها وأيديولوجياتها النامية الجديدة ف منظومة الحداثة من مستوى عال، الدولية بما يضمن لها السيطرة عل أكثر ما يمن من الموارد والفوائض والريوع العالمية عل حساب البلدان الضعيفة والتابعة. التخلف ثمرة إرادة الشعوب ف البقاء عل هامش الحداثة أو خارجها بسبب تعلقها ً ف عوامل الحداثة المادية والتقنية والعلمية األسواق والموارد والمواقع االستراتيجية الت تزيد من فرصها ف التقدم، إعطاء الصدقية لطروحات اإلسالموفوبيا العنصرية إن لم ين إل المساهمة النشطة يمثل هذا البحث مراجعة ذاتية ونقدا لدورنا، ف مجتمعات ال تف الحداثة الرثة عن تفيك عراها وتفجير تناقضاتها الداخلية وزجها ف أزمات ومخانق يصعب الخروج منها، الخاصة والبيرة الت تقع عل عاتقنا ف العمل إل جانب الشعوب عل تحقيق القيم األساسية الملهمة ف التحرر واالنعتاق والمساواة والتضامن اإلنسان والسالم