ومن سار على نهجهم يرتجي الفوز بدار السلام ثم اما بعد فطبتم وطاب مشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا واهلا وسهلا بكم مجددا في هذه اللقاءات المباركات التي نسأل الله سبحانه وتعالى ان تكون لنا ولكم من الباقيات الصالحات الافاضل ان من اعظم الشرائع شريعة الاسلام. وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم لقد بعثت بالحنيفية السمحة. هذه الشريعة تلبي مطالب الجسد. تغطي الجوانب المادية والجوانب المعنوية. شريعة الاسلام تدعو الى جمال الباطن وجمال الظاهر. وتمنع ان يطغى جمال الظاهر على جمال الباطن. وتمنع الشريعة كل ما من شأنه ان على جمال الباطن. الا وهو جمال الباطن هذا المفهوم قرره الله عز وجل في ايات كثيرة. الله سبحانه وتعالى في سياق ذكر اللباس قال يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءات وريشا. ولباس التقوى ذلك خير. تأمل كيف جمع الله عز وجل بين اللباس الحسي واللباس المعنوي لباس الحسي هو اللباس الظاهر ما يلبسه الانسان من الملابس وما يغطي الانسان لكن الاهم من ذلك والاعظم من ذلك ان يعتني الانسان بجمال الباطن ولباس الباطن وهو تقوى الله سبحانه وتعالى. فجمع الله سبحانه وتعالى بين الامرين حتى لا يغيب الانسان المعنى الاهم الباطن. تأملوا ايضا في قول الله عز وجل ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. ما العلاقة بين التوبة وبين الطهارة. لكن حينما يتدبر هذه الاية يرى اه محبة التوبة والتوابين. التوبة من اعمال القلوب. من اعمال البواطن ومحبة المتطهرين من طهارة الظاهر. فجمع الله سبحانه وتعالى بين الامرين. الله سبحانه وتعالى لما تكلم على المنافقين قال واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم قوية جسيمة ظاهرة وان يقولوا تسمع لقولهم فصاح في اللسان ولذلك جاء في التفسير ان عبد الله ابن سلول كان رجلا جسيما فصيحا فقال الله يا محمد تلتفت الى اجسادهم. قوية ظاهرة ولديهم لسان فصيح. هذا الظاهر ربما يوم من الايام يأتي ويزول جمال الظاهر ويبقى اثر جمال الباطن. لكن هذا الجمال الظاهري وهذه الزينة الظاهرة. من الايمان والعمل الصالح يبقى جماله يبقى جماله ويبقى ثباته بهذا الايمان وبهذا العمل الصالح في صحيح الامام مسلم يقول نبينا صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم. ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم. ميزانك عند الله عز وجل ليس بشكلك الظاهري. ميزانك عند الله عز وجل ليس بمنصبك في الدنيا ميزانك عند الله عز وجل ليس باموالك. بتوحيدك هذا القلب اذا امتلأ بتوحيد الله عز وجل وشخص الانسان اذا ارتبط بالله عز وجل يرتفع عند الله سبحانه وتعالى. continues]: وفساد القلب ينعكس صلاح وفساد القلب على اقوالك وافعالك ومواقفك وتعاملك مع الناس. كل ذلك باثر هذا القلب وما يظهر بعد ذلك على الجوارح نلتمس ايضا هذا المعنى العظيم وهو العناية بالظاهر والباطن ان النبي صلى الله عليه وسلم كان من جميل دعائه انه كان يقول اللهم كما حسنت خلقي ف خلقي. ولذلك دعا النبي صلى الله عليه وسلم ان يحسن اخلاقه مع ما له من مكارم الاخلاق فقد زكى الله عز وجل خلقه في القرآن. بالمكانة الظاهرية. بالمستوى بالشكل الظاهر. قالوا في هذا الكلام. هذا الفقير خير من ملء الارض من هذا تصحيح عظيم للمفاهيم. بالله سبحانه وتعالى. النبي صلى الله عليه وسلم في جانب القيم في جانب التعامل. انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. الشدة الحقيقية شدة حلم كظم غيظ صبر جمال الباطن الذي اراده الشارع الشريعة ركزت كثيرا على الا يتأثر الباطن ببعظ الظواهر. وربط النبي صلى الله عليه وسلم ربطا دقيقا. مثقال ذرة من كبر. فقال الصحابة يا رسول الله ان احدنا يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم? قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جميل يحب الجمال ولكن الكبر بطر الحق وغمط الناس اشار النبي صلى الله عليه وسلم ان الشريعة ما ترفض جمال الظاهر تدعو الى جمال الظاهر ان الله جميل يحب الجمال ولكن لا يكون الجمال الظاهر سبب لفساد الباطن ما تغتر بث فتتكبر على الناس. ما تغتر بما اتاك الله عز وجل فتستعلي على الناس. في مقامات واحكام التشبه. حذر النبي صلى وسلم من التشبه بالكفار. يؤثر على باطن الانسان. ربط بين والباطن. نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان تفترش جلود السباع. ونهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يركب على النمار. نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان الانسان يجلس جلود السباع جلد اسد جلد نمر او ان يركب دابة وعليه غطاء للسباع لماذا? قالوا لان هذا قد يؤدي الى التكبر في الباطن. هذا الامر الظاهري قد على باطنه. والشريعة تحرص على الربط بين الظاهر والباطن. فتختلف قلوبكم تخيلوا الاختلاف في الصف يتقدم يتأخر. يؤثر على القلوب. ولذلك جاء في الاثار عن التابعين من كثر صلاته بالليل حسن وجهه في النهار. ولذلك هذه الشريعة يا اخواني شريعة توازن. وغاب عنا العناية بالقلوب. غابت عن الناس وصارت العناية بالظاهر هي الطاغية. فحري بالانسان ان يجمع بين الجمالين.