برزت الرّواية في العصر الحديث كلون نثري و فني, و فرضت نفسها على السّاحة الأدبية و النّقدية, و نافست العديد من الأجناس الأدبية الأخرى, كونها عالجت العديد من القضايا المختلفة, فقد جاءت الرّواية بحلّة مميزة تعالج قضايا اجتماعية, و هذا ما جعل أيضا المتلقي يفضّل قراءة الرّواية , كما نجد أنّ الرّواية تستند على العديد من العناصر و المكونات التّي تساعد الأديب في صياغة قضاياه في الرّواية , فلا يمكن لرواية بدون شخصية , فهي التّي تحرّك مسار الأحداث تطوّرها و تصويرها , و لعلّ هذا ما يلفت نظر المتلقي و تشويقه . للرّوائي المصري أحمد عطا , فكانت قضية اجتماعية دينية بأسلوب مميّز و راقي , فقد كانت منذ بداية العنوان إلى نهاية الرّواية محط تشويق القارئ, و بهذا كان موضوع بحثنا تحت عنوان بنية الشّخصية, كما اعتمدنا على المنهج البنيوي و رافقناه بثلاث آليات و هي : التّحليل, و كما هو معروف أنّ كل باحث عند خضوعه لبحث معيّن تكون لديه أسباب و دوافع لاختياره لموضوع ما سواء كانت أسبابا ذاتية أو موضوعية . فمن الأسباب الذّاتية التّي دفعتنا لاختيار هذا الموضوع هي:_ميولنا الذّاتية لقراءة الرّواية و الإطلاع على الثّقافات العربية الأخرى باعتبارها رواية مصرية , _فكانت جهودنا تتلخص في محاولتنا لإثراء الدّراسات النّقدية المعاصرة حول هذا الموضوع , و كيفية بناءه للشّخصيات داخل هذه الرّواية . و حاولنا معرفة كيف بنى أحمد عطا شخصياته في الرّواية؟ و كما هو معروف أن لكل يجب أن يستند على خطّة بحث متقنة تسهّل عمل الطّالب , فجاء بحثنا يحتوي على فصلين , بحيث كان الفصل الأوّل عبارة عن مفاهيم نظرية متعلّقة بمفهوم البنية و مفهوم الشّخصية , فحاولنا من خلاله تحليل الشّخصية و معرفة أنواعها , علاقة الشّخصية بالمكونات السّردية الأخرى و أهميتها في الرّواية ,