كل شيء خلق الله تعالى في الدنيا فهو أنموذج في الآخرة وكل شيء يجري فيها أنموذج ما يجري في االآخرة. وهذا لأن الله تعالى شوق بنعيم إلى نعيم، وخوف بعذاب من عذاب. وكذلك كل مذهب ذنبا، وقد قال الحكماء: المعصية، وربما كان العقاب العاجل معنويا كما قال بعض أحبار بني إسرائيل: [ يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني؟ ] فقيل له: [ كم أعاقبك وأنت لا تدري أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟ ]. أو آثر شبهة في مطعمه فأظلم سره، وهذا أمر يعرفه أهل محاسبة النفس وعلى ضده يجد من يتقي الله تعالى من حسن الجزاء على التقوى عاجلا، من تركه ابتغاء مرضاتي آتيته إيمانا يجد حلاوته في قلبه. وقد روى المفسرون: أن كل شخص من الأسباط جاء باثني عشر ولدا، أي عاملوه لزيادة الأرباح العاجلة. قال: [ فلما ملكتها تاقت نفسي إليها، شئت أم أبيت ].