يتناول النص إشكالية أصل المجتمع البشري، مُبرزًا وجهتي نظر متناقضتين. الأولى، التي يدافع عنها النص، ترى أن أساس المجتمع هو الفطرة الطبيعية للإنسان، حاجته الفطرية للتعاون والتضامن لتلبية حاجاته، مستشهدًا بآراء الفارابي وأفلاطون وأرسطو وابن خلدون الذين يرون أن الإنسان بطبيعته اجتماعي، لا يستطيع بمفرده بلوغ غاياته. ويُبرّر النص هذه الأطروحة بحجة الاستقراء، منطلقًا من حاجات الإنسان الفردية التي تستلزم تعاونه مع الآخرين، وبدعم من وقائع الواقع التي تؤكد حاجة الإنسان للجماعة. لكن النص يُسلّم بوجود وجهة نظر ثانية، وهي نظرية العقد الاجتماعي (مونتسكيو، فولتير، هوبز، روسو، لوك، اسبينوزا)، التي تُرجع أصل المجتمع إلى اتفاق إرادي بين الأفراد لضمان الأمن والتعايش. يُضيف النص وجهة نظر ثالثة لكلود ليفي ستراوس، التي تعزو أصل المجتمع إلى ظهور العائلة وانتشارها نتيجة تحريم الزواج من الأقارب. يُختم النص بتأكيد الطابع الفلسفي المتواصل لهذه الإشكالية وأهميتها المعرفية في فهم أسس المجتمع وتعزيز قيم التعايش والسلم.