۳ المبحث الثاني الاختلاف بين أهل السنة في حد الإيمان * تحرير محل النزاع وبيان أن الخلاف لفظي . سبق القول بأن حد الإيمان عند الجهمية هو : المعرفة ، وسبق أيضا قول من قال إن الإيمان هو الإقرار باللسان وهو أيضا ظاهر الفساد ، وقد سبق الجواب عنه . فقد خالفت فيها المعتزلة والخوارج أهل السنة وهو خلاف حفيقي ، لأن كلا من المعتزلة والخوارج قالوا بخروج مرتكب الكبيرة من الإيمان ، وقالت الخوارج ويدخل في الكفر ، وقالت المعتزلة ويبقى في منزلة بين المتزلتين مع اتفاقهما على أنه يخلد في النار . إذا ذهب جزؤه ذهب كله ، فقالت الخوارج والمعتزلة : ما دام قد ثبت بالنصوص دخول الأعمال في الإيمان ، وقالت المرجئة : ما دام قد ثبت أن العاصي لا بخلد في النار ،