يُعدّ فريدريش دي سوسير (1857-1913) مؤسس علم اللسانيات الحديث، وقد تأثرت أبحاثه في علم اللغة بمنهج فلسفة مجتمع عصره، وبخبراته في علم اللغة التاريخي، خاصة اللغات الهندوأوروبية. تحول مساره العلمي مع تدريسه لعلم اللغة العام من 1906 إلى 1911، حيث انتقل من التركيز على الجانب التاريخي إلى دراسة علم اللغة الوصفي، مُكوّناً نظريةً واسعةً. بعد وفاته، أعاد طلابه بيلي وشيسهاي صياغة محاضراته في كتاب "محاضرات في اللسانيات العامة" (1916). رغم اعتباره اللغة مؤسسة اجتماعية، ركز سوسير على دراسة اللغة بذاتها، مُميزاً بين اللغة (ظاهرة عامة)، واللسان (مجموعة الصيغ اللغوية)، والكلام (الممارسة الفردية).