دخلت عليه أمه الغرفة أصيل اليوم الاول من وصوله وكان في سريره يأخد لنفسه بعض الراحة من عناء السفر وكانت واضعة يدها خلف ظهرها كأنها تخفي شيئاً فأقبلت عليه تعانقه من جديد وتعبر عن سعادتها الغامرة بعودته ثم مدت له يدها وهي تقتعد حافة السرير هذه بطاقة لك وصلت أمس الأول وخفق قلبه إذ تناولها منها ورأى عليها صورة البانتيون ثم قلبها وقرأ أكتب إليك هذه البطاقة من غرفتي وأنا أتمثل القطار ماضيا بك إلى مرسيليا ومع ذلك فأنت هنا قريب مني أسمعك في غرفتك تروح وتجىء وتدمدم بعض أنغامك الشرقية الحزينة الرتيبة ستظل أبداً معي في غرفتك ولو شغلها سواك أما أنا فأحسب أني سأسهر الليلة طويلاً لأكتب في مذاكرتي وقد يتاح لك يوماً أن تقرأ في هذه المذكرات طابت ليلتك وإلى اللقاء في رسالة مطولة جانين من هي جانين هذه يا ولدي؟ ولوى رأسه لصوت أمه وأحس بعض الغم لقد قرأت البطاقة إذن وكانت أمه تلم بالفرنسية ولكن لعل الخطأ خطأ جانين إذا أرسلتها بطاقة مفتوحة على أن لها غاية في ذلك البانتيون العظيم هذا الذي