ركزت الزاوية، بدلاً من التركيز على وظائفها المصغرة المرتبطة بالفرد، على البعد الاجتماعي الأوسع، متداخلة مع الجانب الكلي. اهتمت بقضايا المجتمع، وعملت على تنظيمه اجتماعياً وسياسياً، مع بقاء الارتباط بالفرد قائماً. بدأت الحركة الزاوية في المغرب، وخصوصاً الزاوية الجزولية، بدور ديني ثم تحولت إلى قوة سياسية، مُشكّلة خطواتٍ أولى لإعادة الحكم المركزي بعد اغتيال أبي عنان المريني عام 1358م. لم تقتصر مساهمة الحركة على إعادة توحيد المغرب، بل امتدت من 1509م حتى 1554م، متأثرةً بعوامل عدة كقوة الوطاسيين وتعدد جبهات الصراع، بما في ذلك حماية الثغور ومواجهة الأتراك. تلتها فترة استقرار انتهت بمواجهة كبيرة بين ثلاث قوى متنافسة. يُروى أن أحمد المنصور رأى في المنام النبي وصحابة كباراً، فاستفسر عن مصير ثلاث قوى متصارعة.