تعد المشكلات النظرية والتطبيقية لمناهج البحث في علوم الإعلام والاتصال إحدى القضايا الأساسية التي تواجه تطور المعرفة الإعلامية ضمن المجال البحثي والدرس الأكاديمي العربي. وسطحية عملية البحث الإعلامي، التي تكشف مفارقات منهجية ونظرية في أسس العملية البحثية ومتطلباتها. فضلا عما كشفته البيئة الرقمية من قصور منهجي في التعامل كيف يتعامل الباحث الأكاديمي ؟) مع المجالات والميادين البحثية الجديدة التي فتحتها هذه البيئة، وتشكل بنية تحتية للظواهر الإعلامية. وتبين دراسات نقدية كثيرة مظاهر الخلل في نتاج البحث الإعلامي / الأكاديمي العربي والتي ترتبط أساسا بسيرورة العملية البحثية نفسها في بحوث الإعلام والاتصال ومنطلقاتها المنهجية والنظرية، ثم مخرجاتها التي لم تقدم - إلا فيما ندر من الدراسات - قيمة مضافة ذات جدوى علمية وأصيلة في بحوث الإعلام والاتصال. كما لم يقدم هذا النتاج البحثي أطروحات، وتأثيرها في بناء تصوراتنا ومدركاتنا للواقع وتكوين الرأي العام بأنواعه المتعددة. وتبرز العوائق الإبستمولوجية أمام تطور بحوث الإعلام والاتصال بدءًا بسوء الفهم الجوهر العملية البحثية ذاتها وقصور في الرؤية المنهجية لاستيعاب متطلباتها؛ وفي حال اهتم بعض الدراسات والبحوث الإعلامية بالتأطير المنهجي، وبلورة المشكلة البحثية التي تستند إلى تركيب وبناء معجمي يتأسس انطلاقا من المقولات والمفاهيم التي تعبر عن جوهر ومضمون الظاهرة المدروسة وتساعد في فهم وشرح أبعادها المختلفة. وتشمل هذه العوائق أيضا مشكلة بناء الأدوات البحثية التي تمكن الباحث من استكشاف وملاحظة الظاهرة الإعلامية ومتابعتها، وجمع البيانات حولها وقياس عناصرها وتحليل وحدات المجتمع البحثي، فضلا عن مشاكل هذا التحليل نفسه الذي تكون نتائجه ثمرة لسوء فهم جوهر العملية البحثية من الأصل، مثل المدونات الجماعية والمنصات التشاركية، لا يمكن أيضًا إغفال مشكلة التحكيم العلمي لبحوث و دراسات الإعلام، وتمحيص مواطن الخلل في فهم وتحليل الظواهر الإعلامية ومقاربة السياق العام لإنتاج البحث العلمي في العالم العربي. ويعد الكتاب ثمرة جهد بحثي للمؤتمر الذي نظمه مركز الجزيرة للدراسات بعنوان: "المشكلات النظرية والتطبيقية المناهج البحث في علوم الإعلام والاتصال"، aljazeera. net/ar( كما يرصد الكتاب المعوقات والتحديات التي فرضتها التغيرات الحديثة على الظاهرة الإعلامية، خاصة في التعامل مع البيئة الرقمية التي تختلف خصائصها عن البيئة الإعلامية التقليدية. وتهدف فصول الكتاب إلى مقاربة السياق العام لإنتاج البحث العلمي في ظل الأسئلة الجديدة التي يثيرها الاتصال الرقمي،