تحدث عن قصة «بابا درياه» (أبوالبحر) الذي ينتمي إلى عالم الجن، وقد عرفت عنه حكايات الرعب والايذاء بين سكان الإمارات الذين يعيشون على ساحل البحر، خصوصاً من قبل البحارة والصيادين وغواصي اللؤلؤ. وهناك نسختان من هذه الحكاية الخرافية. تقول الرواية الأولى إن «بابا درياه» اعتاد أن يتسلل إلى قوارب الصيادين في الفترة بين صلاة العشاء وأذان الفجر لخطف أحد البحارة أو الصيادين وهم نيام، وبعدها يقوم الجني الضخم بابتلاع الضحية وإغراق القارب. واتقاءً لشره يلجأ الصيادون إلى وضع اثنين أو ثلاثة من البحارة لحراسة القارب، وعندما يسمعون صوت «بابا درياه» ينادون بأعلى الأصوات على رفاقهم: «هاتوا الميشارة والجدوم» أي هاتوا المنشار والقدوم أو المطرقة، وعندما يسمعهم الجني يهرب ويختفي دون أن يستطيع أحد تبين ملامحه لأنه دائماً ما يأتي في الظلام الدامس، ولكنهم يؤكدون أنه رجل قوي وضخم الجثة. أما النسخة الثانية من الرواية فتقول: أإن كل من يركب البحر يسمع صياح «بابا درياه»، يتردد في غياهب الليل طالباً نجدته من الغرق، ولكن البحارة يعلمون أنهم إذا أنقذوه فسيسرق مؤونتهم من الطعام والشراب، ويحاول أن يخرب سفينتهم ما يعرضهم للغرق، ولذلك يأخذون الحيطة والحذر منه، ويقومون بقراءة سور من القرآن الكريم والأدعية التي تبقيه بعيداً عن سفنهم، ويبدو أن الأهالي استخدموا هذه الحكاية لتخويف أولادهم، وذلك لمنعهم من الذهاب ليلاً إلى البحر.