يجد أنها لم تزد على أن جعلت من سوق الأوراق المالية مكان يجتمع فيه المتعاملون، تعقد فيه مجموعة من المعاملات المالية. ولكن أدى نمو شبكات ووسائل الاتصال إلى التقليل من أهمية التواجد في المقر المركزي لسوق الأوراق المالية. وبالتالي سمحت بالتعامل خارج السوق من خلال شركات السمسرة المنتشرة في مختلف الدول. ومن خلال ما سبق يمكن استخلاص النقاط التالية حول سوق الأوراق المالية - أن سوق الأوراق المالية يستمد مفهومه من مفهوم السوق بشكل عام. - أنه يمثل الآلية التي يلتقي من خلالها البائع والمشتري، بغض النظر عن المكان المادي للسوق. - يتم فيه التعامل على الأوراق المالية في إطار توفر شروط محددة، وفقا لقواعد ونظم معينة. من الأركان الرئيسية في سوق الأوراق المالية الوسطاء، 2. نشأة سوق الأوراق المالية مدينة بروج "Bruge" البلجيكية، كان يملكه أحد أفراد عائلة فان دي بورص" " Van Der ‏Bourse"، حيث كان يجتمع به في فندقه العديد من التجار وعملاء المصارف والوسطاء وكانت الارتباطات تتم في شكل عقود وتعهدات، ثم تطورت لتشمل التزامات مستقبلية التي ولد فيها مفهوم البورصة، نسبة إلى عائلة الشخص السابق الذي كان يستقبل هؤلاء التجار ورجال الأعمال في فندقه. ويقول البعض أن الاجتماعات كانت تعقد أمام الفندق وأمام بيت ومن ثم جاء الاسم "بورصة ويقدمون له الأموال ويكتفون برسم السياسة العليا للشركة، وتشجيعا لهؤلاء المساهمين على الاكتتاب في الأسهم والسندات، كان لابد من توفير وسيلة مناسبة لتمكينهم من التصرف في هذه الأوراق التي تثبت الملكية في مشاريع قائمة ومنتجة، فالأسواق المالية المنتظمة هي نتيجة تطور اقتصادي، ففي بداية المراحل الأولى للثورة الصناعية كانت وحدات الإنتاج صغيرة وحاجاتها المالية ضئيلة، والادخار لدى الأفراد كان منخفضا، إضافة إلى ذلك لم تكن هناك مؤسسات متخصصة للاحتفاظ بمدخرات الأفراد، وتوفيرها للمستثمرين عند الحاجة. من هنا فان زيادة حجم المؤسسات والاستثمار أوجدت الحاجة لأسواق يتم عن طريقها إجراء الصفقات، وتمكين المستثمرين من بيع حصصهم أو زيادتها. نتيجة لنفس ظروف التطور التجاري والاقتصادي، ظهرت أسواق لتداول الأوراق المالية في عدة دول أخرى كهولندا وبريطانيا والدانمارك خلال القرن السادس عشر والسابع عشر. وبعد أن بدأ يضمحل الدور الهام الذي لعبته مدينة بروج البلجيكية ومرفأها في مجال التبادلات التجارية والمالية مع نهاية القرن الرابع عشر،