” العلاقة بين الدال والمدلول علاقة ضرورية”يتصور انصار هذا الموقف ان العلاقة بين الدال والمدلول علاقة ضرورية ، وهذا ما تراه نظرية محاكاة الانسان لأصوات الطبيعة ، أي انه متى وجد اللفظ وجد المعنى المتصور ، فاللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجياذ ان العلامة اللسانية بنية واحدة يتحد فيها الدال بالمدلول ، وهذا ما يؤكده بعض اللغويين المعاصرين ، وفي غياب هذا الاتحاد تفقد العلامة اللسانية هذه الخاصية . ان ذهن الانسان لا يقبل الاصوات التي لا تدل على شيء أي التي لا تحمل معنى ، ثم ان التسليم باعتباطية العلاقة بين الدال والمدلول لا ينسجم مع الواقع الانساني دائما ، وربما لهذا السبب قام اتجاه اخر يرى ان العلاقة بين الدال والمدلول اكثر من ضرورية حيث ان اللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي ، وهناك كلمات كثيرة مستمدة من الواقع الطبيعي فمثلا لفظ “خرير ” يشير الى الصوت الطبيعي الذي يحدثه انسياب الماء . ولفظ “شخير” يشير الى صوت طبيعي قد يحدثه النائم يقول هيجل حول السياق في مؤلفه “فلسفة الروح” :” نحن نفكر داخل الكلمات ” أي ان الاسماء مرتبطة بمسمياتها ، فالرمز اللغوي ليس خاويا من الدلالات فالكلمة وسيط بين افكارنا وتجاربنا ، فهي ترتبها وتنقلها من طابعها الذاتي الى تجارب يدركها الاخرين ، وهكذا ندرك ان الموقف المعاصر تجاوز التصور الكلاسيكي لأفلاطون واتباعه الذين اعتقدوا ان ” علاقة الكلمة بالشيء هي علاقة طبيعية تعكس فيها الكلمات اصواتا طبيعية وتحاكيها ” فالأسماء هي عبارة عن ادوات نسمي بها الاشياء على نحو طبيعي وبحسب الخصائص الذاتية التي تحملها هذه الاشياء ،