فلا يمكن العيش بدون الطعام، وتراكم السموم الداخلية وحتمية الموت. فلا يمكن أن يخلو طعامه من اللحوم والدهون، وبعضهم من يبالغ بأكل اللحوم النيئة وبما تسببه لهم من أمراض بكتيرية وفايروسية قاتلة. وهنالك من استطاعوا أن يخلطوا الأطعمة بحيث تحتوي على تنوعات اللحوم والنباتات والنشويات. من يعتمدون على الطعام الحيواني المصدر أغلبية، وهو يحتوي على الدهون المشبعة، وهم بالمقابل من يشجعون الفحش التجاري في تربية الحيوانات بأعداد عظيمة، ومنعها من التمتع بالحياة الطبيعية، ما يتسبب في تزويدها بالمضادات الحيوية والهرمونات في طعامها، رغبة في حمايتها من العدوى وزيادة أحجامها وأوزان لحومها، ثمانية مليار إنسان يستمرون بالبلع، ما شجع على صناعة استزراع الدواجن والحيوانات في أحواض صغيرة، تزيد من انتقال الأمراض بين الحيوانات، وتداخلها مع ما يتم تجريعها به من الأدوية والمقويات والمضادات والهرمونات، وبما يتسبب لها في أمراض عضوية عديدة وسرطانات وتحورات في تركيبة اللحوم والدهون تصيب الإنسان الملتهم لها بكثير من الأمراض والعدوى، من يعتمدون الطعام الحيواني في أكلهم، وبما تقدمه مطاعم «الجنك فود» يصبحون عبيدا مسيرين لتجارة تذبح أنفسهم، وتزيد من أمراضهم النفسية والجسدية، وتجعلهم مغمضي الأعين عما يقدم لهم من أطعمة ليست إلا أعضاء حيوانات تعيسة محبوسة متراكمة مريضة، تتسبب في أضرار صحية لمن يأكلونها تشكل حياتهم وأمراضهم وتحميلهم الأوزان وتصيبهم بالكسل والتعاسة، وفي المقابل فهذه الحيوانات المجترة، والمحتوي على الغازات الدفيئة، والمتسببة في تعكير الجو، الذي يؤثر على ظاهرة الاحتباس الحراري 25 مرة أكثر من غاز ثاني اكسيد الكربون الناتج من عوادم السيارات والمصانع! خسائر تناول اللحوم ومنتجاتها بكل أنواعها، والارتفاع الحراري المذيب لجبال الجليد بتزايد قاتل لكل أصناف الحياة. العلم قال كلمته بضرورة الوعي والتفكر بما يحدث على كل الأصعدة، ولكن التعالي والتسابق في الاستزراع الحيواني الغاشم يحطم كل خطوط الرحمة والعقل. سعادتك نشاطك حياتك الزوجية صحتك النفسية والجسدية مرتبطة بما تأكل، وبنظرة سريعة للحالة البشرية العامة، وتؤثر ليس فقط على من يعتمدون اللحوم مصدرا لغذائهم، ممن ينشؤون على ما تربوا عليه في مجتمعات تسيء لذاتها وحياتها من خلال توحش نظرتها للطعام. وحتى لا يكون الكلام عن تحديد أضرار فقط، فإن علم التغذية الحديث تمكن من تصنيع جميع أنواع الأطعمة البديلة للحوم والدهون والأجبان الحيوانية والبيض وما عداها من بروتينات حيوانية، وبين الأطعمة الحيوانية، وأنهم يلحظون الفروق العظيمة بين خواص وعيوب ما كانوا يأكلون، ومفيد للحيوانات والطيور والأسماك، وكم هو عظيم أن ننظر للأضرار الناجمة عن ذلك على كل الأصعدة الشخصية والصحية والنفسية والبيئية، من دمار محتم نستشف أضراره يوما بعد يوم من أخبار الطقس والمناخ.