تُعدّ وسائل جمع المعلومات ركيزةً أساسيةً في الإرشاد الاجتماعي، لفهم المسترشد ومساعدته على النمو والتوافق. تُغطّي هذه المعلومات جوانب مُتعددة، منها: بيانات عامة عن المسترشد وبيئته (أسرته، أقاربه، من يعيش معه)، معلومات عن شخصيته وسماته، معلومات عن مشكلته الحالية (تعريفها، أسبابها، أعراضها، محاولات العلاج السابقة)، ومعلومات عامة عن نموّه، دوافعه، حاجاته، أهدافه، وتوافقّه النفسي. يُنصح باستخدام وسائل مُتعددة لضمان دقة المعلومات وموضوعيتها، لأنّ الاعتماد على وسيلة واحدة قد لا يكفي. تُحدّد صلاحية ومدى ملائمة الوسائل نجاح العملية الإرشادية، فبدونها لا يُمكن تحقيق الأهداف. تختلف وسائل جمع المعلومات باختلاف الموضوعات، طبيعة المسترشدين، ومجال الإرشاد. يتوقف نجاح الإرشاد على اختيار الوسائل المناسبة، وجهد المرشد في تمحيصها وتنقيحها بكفاءة. يتطلب تطبيق هذه الوسائل مهارات مُتعددة للمرشد، أهمها: انتقاء وتنقيح المعلومات، إشراك المسترشد إيجابياً في تحديد أسباب المشكلة ووضع خطة العلاج، توجيهه نحو المعلومات المُهمة، تنشيط معلوماته، استخدام مصادر مُناسبة (بدايةً بالمسترشد، ثمّ المحيطين، فريق العمل، والمهنيين الآخرين بموافقته)، واختيار أنسب الوسائل (الملاحظة، الوثائق، المقابلات، السجلات). من أهمّ وسائل جمع المعلومات الاختبارات والمقاييس، وهي وسيلة علمية لقياس الظواهر السلوكية كمياً وكيفيّاً، لتعديلها إن لزم الأمر. تقيس هذه الاختبارات جوانب شخصية واجتماعية وتربوية ومهنية، كالانبساطية، العصابية، الذهانية، القدرات العقلية، الاتجاهات، الاهتمامات، القيم، والعلاقات الاجتماعية. أغراضها: مساعدة المسترشد في اتخاذ قراراته، توزيعه على الفروع الأكاديمية والمهنية، مقارنة مستويات الأداء، اكتشاف حالات الإعاقة أو الموهبة، والاستخدام في البحوث العلمية. شروط الاختبارات والمقاييس: الصدق (قياسها لما وُضعت لقياسه)، الثبات (ثبات النتائج عند إعادة الاختبار)، التقنين (تطبيقها وفق شروط وإجراءات موحدة)، الموضوعية (تفسير موحد للأسئلة)، إظهار الفروق الفردية، سهولة الاستخدام، وتعدد الاختبارات مع تجنب الإفراط فيها.