وبعد أن أقر مجمع "نيقية" عقيـدة التثليـث، وإدانـة " آريـوس" الـذي يقول ببشرية عيسى عليه السلام، وقد ذكرت المستشرقة الألمانيـة "زيغريـد هونكـة" بعـض تلـك الحقـائق، فقالـت : في أيـام حكـم القيـصر "فـالنس" سـنة ٣٣٦م، وطـورد فلاسـفته بتهمـة الـسحر استصدر البطريرك "تيوفيلس" من القيصر "تيودوسـيو" إذًنا بتخريب"السرابيون"، ولم تنته أعمال المتعصبين من النصارى عند هذا الحد، لهم، وع ُّدوا المتعلمين من الكفرة، وحطمـوا أمـاكن عبـادتهم)٢(. وهكـذا والقول قول لـ"زيغريد" – )اختفت مراكز الحضارة الإغريقية واحـ ًدا إثر واحد، وأقفلت آخـر مدرسة للفلسفة في أثينيـة عـام ٥٢٩م، مكتبة البلاتين، وهدم ما تبقى من آثار أبنية القدماء( )١(. والمقصود أنـه تـم حـرق آلاف الكتـب، وحتى زمننا هـذا، يقـول"ريبـوني":)إن المسيحيين الأوائل كانوا قد اعتادوا حـرق المكتبـات، خاصـة إذا مـا كانـت تابعة لأحد المعابد، وقد بدأ القديس جريجوار الكبير مهام وظيفتـه البابويـة بحرق مكتبة كبرى، خاصة بالبلاط الروماني، ففـي مطلـع الألفية الثالثة، وهي مـن أكـبر الكنـائس )٢(. أثر في الحيـاة وفقـدوا الثقـة فيـه بـسبب وصـور رجـال الكنيـسة أن الـدين ينبـذ العلـم في وقت كانت فيه النظريات العلمية تنتشر وتزداد، ويراها الناس والتصادم بين الدين الذي تدعو إليه الكنيسة،