ليُباعوا في سوق النِّخاسة ويلاقوا صنوف العذاب والإرهاب، الذي حصل إخراجه على صورة مسلسل تلفازي جزءاً من الحقيقة التي تصف رحلة العذاب والألم الطويلة، منذ لحظة الاختطاف مروراً بالأقفاص الخشبية التي كان يُحجَز فيها الأفارقة قرب السواحل قبل شحنهم بالسفن، ثم الرحلة الشّاقة الرهيبة عبر الأطلسي حيث يوضَعون في مقر السفينة ويُربَطون بالسلاسل الحديدية. أو الحمى الصفراء، ولقد أُلقِي العديد من هؤلاء المرضى في قاع المحيط بعد أن خاف البرتغاليون من انتشار الوباء فيما بينهم، وإذا وصلوا إلى ساحل البرازيل وُضِعوا في مخابئ أرضية. ورسيفي. وحينها بدؤوا في تنظيم صفوفهم ، أضف إلى ذلك التخلص من قيد العبودية، والعودة إلى وطنهم الأم إفريقيا. وقد قام هؤلاء المسلمون الأفارقة بثورات عديدة ضد هؤلاء المتسلطين الإقطاعيين، وأسسوا في إحدى تلك الثورات مملكة تحاكي ما هو معروف من الممالك الإسلامية في غرب إفريقية. وتلك المملكة الإفريقية يسميها البرازيليون اليوم ب "المملكة الزنجية" [1]، فقد ذكر مؤرخ اسمه ملت برني، 000) نسمة منهم ثلاثة ملايين من الزنوج، وأعلن أن دولته حرة مستقلة، ووضع دستورا بلاده في مادته الأولى: احترام الحرية الشخصية لكل من يشاء العيش في دولته. فكان المستعمرون البرتغاليون يحاربون بلا هوادة، وكانت أولى المعارك الكبيرة بين الطرفين في عام 1643م. والكثير منهم أجبر على اعتناق النصرانية. بها منابر ومحاريب، وكتب على جدرانها وأسقفها الآيات القرآنية،