وكما هو الحال دائما قد عرفت في اليوم الخامس بفضل الخروفشيئًا جديدا عن الأمير الصغير.سألني فجأة - كأنه يفصح عن مشكلة فكر بها طويلاً فقال بصوت مرتفع ودون مقدمات: إذا كان الخروف يأكل الشجيراتقال: فما وظيفة الشوك إذًا؟ في تلك اللحظة كنت منشغلًا في تفكيك لولب مشدود بقوة في محرك طائرتي. وكنت قلقا لأن عطب طائرتي بدا لي خطيرا، وماء الشرب المنخفض يحذرني مما هو أخطر من ذلك.كرر الأمير سؤاله: ما فائدة الأشواك إذا؟وإنــه مـا كان ليتخلى عـن ســؤال طرحه، بل كان يُلح ويبالغ في الحاحه الاشواك لاتفيد شيئاء و ما هي الا شيء خبيث من قبل الازهارالحقودة.لقد استثارني اللولب المستعصي فأجبته لأول وهلة فقلت: وما هي إلا شيء خبيث من قبل الأزهار تحمي نفسها بكل ما تستطيع.شوكها يقذف الرعب في القلوب.لم أجب في تلك اللحظة،شوش الأمير الصغير أفكاري مرة أخرى، وقال: أتظن أن الزهور. قد أجبتك جوابا طائشانظر إلي وقال: أمور خطيرة!كان يراني والمطرقة في يدي، وأصابعي سوداء من شحم المحرك،فأحسست بسبب ذلك بخجل في نفسي، يرتجف من شدة الغضب، ما يشم زهرة قط، وما أحَبَّ أحدًا. ليس له عمل سوى جمع الأرقام. إنه مجرد فطر.ماذا ؟ثم قال: منذ ملايين السنين والأزهار تنبت الأشواك،ملايين السنين والخراف تأكل الأزهارأليس مهما أن نفهم السبب الذي من أجله ثنيت الزهورأشواكا، والأشواك لا فائدة لها؟أليس مهما أن تقع الحرب بين الأزهار والخراف؟لو كنت أعرف زهرة فريدة من نوعها في العالم،احمر وجهه ثم قال:ملايين النجوم.ولكن إذا أكل الخروف زهرته؛اختنقت كلماته من شدة النحيب.والليل قد حلّ، وقد سقطت الأدوات من يدي، ولم يهمني أمرالمطرقة ولا اللولب ولا العطش ولا الموت، فعلى كوكبي الأرضي أمير صغير في حاجة إلى مواساة وعزاء، لم أعرف حقا ما أقول،