يتناول النص موضوع علم النفس، مُبيّنًا تطوره من فرع للفلسفة إلى علم مستقلّ بذاته، ومدى صعوبة تحديد موضوعه نظرًا لتعدد مدارسِه ومرحِله التاريخية. وقد اهتمّ به باحثون كثيرون، وتوسّعت مجالات دراسته ليشمل فروعًا كعلم النفس الاجتماعي والفسيولوجي والجنائي والبيئي وغيرها. يُلخّص "وودورث" مراحل تطور موضوعه بعبارة: "إن علم النفس قد زهقت نفسه وتلاشى عقله وأُمحِي شعوره، ولم يبقى إلا مظهره الخارجي الذي يبدو في السلوك". وقد اختلف الباحثون في تحديد موضوعه، فاعتبره البعض علم الشعور، وآخرون علم اللاّشعور، بينما رأى السلوكيون أنه علم السلوك، معتبرين أن سلوك الكائن الحيّ استجابة لمثيرات فيزيقية. يُبيّن النصّ أن علم النفس لا يبحث في ماهية النفس، بل في السلوك، مُشيرًا إلى أن اسمه لا يُعبّر بدقة عن موضوعه. يسعى علم النفس للإجابة عن أسئلةٍ ك: ما هو التفكير؟ كيف نتعلم؟ لماذا ننسى؟ ويركّز على ثلاثة أسئلة رئيسية: ما هي السلوكيات التي تصدر عن الفرد؟ كيف يحدث السلوك؟ ولماذا يحدث؟ يُعرّف النص السلوك بأنه مجموعة أفعال الكائن الحي الداخلية والخارجية، وتفاعله مع بيئته المادية والاجتماعية. يُميّز بين السلوك الملاحظ (كالعَرَق والافعال القهرية) وغير الملاحظ (كالقلق والاكتئاب). كما يُفرّق بين السلوك الكليّ (الذي يصدر عن الإنسان ككلّ) والجزئيّ (الذي يوصف على مستوى الأنشطة العصبية والعضلية). يُؤكّد النص أن الإنسان وحدة نفسية وجسمية متكاملة، وأن السلوك يستهدف تحقيق دافع معيّن، وهو يخضع لتأثير دوافع داخلية وخارجية. يُعرّف المنبّه بأنه عامل خارجي أو داخلي يُثير نشاط الكائن الحي، والاستجابة بأنها النشاط الناتج عن ذلك. وتُؤثّر عوامل كثيرة في استجابة الفرد للمنبهات، كجنسه، وعمره، وثقافته، وخبراتِه، وشخصيته، ومحيطه الاجتماعي.