من الحماقة أن نقول إن تاريخ أوروبا هو تاريخ هذا العالم، أمّا اليوم فقد شاء الله أن تزول هذه الغشاوة عن أعيننا و أن يتّسع صدرنا للحقيقة، إن أوروبا تدين للعرب و للحضارة العربية، فلا نجد فيه إشارة لفضل العرب و ما أسدوه إلينا من علم ومعرفة، اللهم إلا هذه الإشارة العابرة إلى أن دور العرب لا يتعدى دور ساعي البريد الذي نقل إليهم التراث اليوناني أما العربي فلم يأت بجديد ولم يحقق رسالته. يشعون على العالم علما و فنا و أدبا و حضارة، ثم تنكر أوروبا على العرب الاعتراف بهذا الفضل. وأن هذا الشرق العربي القديم هو وطن الوحي و مبعث الفنون و العلوم و الآداب، إن موقف أوروبا من العرب منذ نزول الوحي المحمدي موقف عدائي بعيد كل البعد عن الإنصافي و العدالة، والاعتراف للعرب بفضلهم و بخاصة فقد غيروا وجه العالم الذي نعيش فيه. وأصبح الخلق العربي و الطبيعة العربية و الثقافة العربية و العقيدة الإسلامية مثالا يحتذى.