وسحت دمعة من عينية على كف يدي، كنت اتذكر قوالب المعمول التي كانت امي تضع فيها عجينة الطحين و السميد المحشوة بالتمر و الفستق الحلبي و اللوز. قوالب على شكل قلوب حب، و قوالب على شكل نجمات، و قوالب على شكل ورود، و قوالب شكلها اسطواني، وضعت دمعة جدي التي سحت على يدي في قالب على شكل قلب حب، اما كلام جدي فوضعته في قالب على شكل نجمة, فتذوب في روحي حبة معمول على شكل نجمة بطعم الفستق الحلبي، و تذوب دمعته في روحي بطعم اللوز. ألف النجوم و القلوب والزهور و الأشكال المختلفة لل1كريات في أوراق ملونة، وأحتفظ بها في صندوق خاص، فتحته واخترت ما تحتاجه روحي واكلته. ذكرياتي عن أمي غزالة التي لولاها ما احتجت الى مصنع ذكريات. لو كانت أمي غزالة حية لاكتفيت بأكل الكعك. لو أن باستطاعتي أن أعلم كل الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم صناعة الذكريات ثم لفها بالورق الملون واخفاءها في حقائب خاصة، وكل واحد منا يساعد الآخر في صناعة ذكرياته عن صديقه. بحثي عن ميزان أزن به الكلمات. هل يتغير؟ فكرت بالمشاعر تجاه الذكريات، هل تحتفظ بصفة واحدة؟ فكرت بما تتركه الذكرى الواحدة التي تحشى باللوز أو بالفستق أو بالتمر، لماذا يمكن أن يتغير مذاق الشئ نفسه في كل مرة؟ فقد تبدو الذكرى الحزينة مثلا مفرحة احيانا. فكرت بقدرة الانسان على أن ينقطع عن ذكرياته، فكرت: ما الجدوى من العمل في مصنع للذكريات لو كانت أمي غزالة حية؟