إن سبب نزول سورة الكهف ذكره عدة مفسرين كابن كثير وغيره:[1] فعن ابن عباس قال: «بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة، فقالوا لهم: سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته وأخبروهم بقوله، وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء، فخرجا حتى قدما المدينة فسألوا أحبار يهود عن رسول الله  ووصفوا لهم أمره وبعض قوله، فقالت لهم: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم، وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هو؟ فإن أخبركم بذلك، فاصنعوا في أمره ما بدا لكم، فأقبل النضر وعقبة حتى قدما على قريش، فقالا: يا معشر قريش قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد، قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور، فجاءوا إلى رسول الله  فقالوا: يا محمد أخبرنا، فسألوه عما أمروهم به، فقال لهم رسول الله : أخبركم غدا عما سألتم عنه ولم يستثن، ومكث رسول الله  خمس عشرة ليلة لا يحدث الله له في ذلك وحيا، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدا واليوم خمس عشرة ليلة، وقد أصبحنا فيها ولا يخبرنا بشيء عما سألناه، وحتى أحزن رسول الله  مكث الوحي عنه، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة، ثم جاءه جبريل  من الله  بسورة الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية،